Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

ما أحوج الغلابة إلى تأسيس نقابة!!

الحبر الأصفر

A A
يَسعَى النَّاس إلَى تَأسيس الجَمعيَّات والنِّقَابَات والهَيئَات؛ ذَات الدَّلَالَات المُشرِقَة، والمِهَن العَالية، مِثل اتّحاد الصَّحفيين، وجَمعيَّة الأطبَّاء، ونِقَابة المُهندسين.. إلخ، أَمَّا أَنَا اليَوم، فسأَطرَح فِكرة نِقَابة جَديدَة تَحمل اسم: «نِقَابة المَنبُوذين فِي المُجتَمَع»، وسأَشرَح لَكُم بالتَّفصيل، مَاذَا أَقصد بهَذه النِّقَابَة..!

مِن المَعروف أَنَّ الرَّسول -صَلَّى الله عَليه وبَارك- يَقول: (الضَّعيف أَمير الرَّكب)، ومِن هَذا المُنطَلَق، دَعونَا نَهتم بالضُّعفَاء، والمحتَاجين إلَى المُسَاعَدَة، الذين سأَذكرهم فِيمَا بَعد، أَمَّا الأَطبَّاء والمُهندِسُون والعُلمَاء، فقَد تَذوَّقوا النَّجَاح وعَرفوا طَعمه، وتَمتَّعوا بثِمَارهِ، لِذَلك مِن العَقل والمَنطق، والرَّحمة والشَّفقَة أَنْ نَهتمّ بأُولئك الذين يَستَحقون المُسَاعَدَة، وكَمَا تَعلَمون أَنَّ الدَّوَاء يُعطَى للمَرضَى، ولَيس للأَصحَّاء..!

حَسناً.. مَن هُم المَنبُوذون الذين أستَهدفهم فِي نِقَابتي؟! إنَّهم ذَلك الطّيف، الذي يَنتَشر فِي المُجتَمع، إنَّه طَيفٌ يَحمل أَلوَاناً مِن البُلهَاء والمُغفَّلين، والسُّذَّج والحَمقَى، وثُقلَاء الطّينَة وخَفيفي العَقل، وغَيرهم مِمَّن يَحتَاجون إلَى التَّأهيل، ورَفع دَرجة كَفَاءتهم العَقليَّة، حَتَّى يَكونوا أَعضَاء فَاعلين فِي المُجتَمَع..!

إنَّ الأَبْلَه والأَحمَق والسَّاذج قَومٌ أَبريَاء، وهُم فِي أَغلَب الأَحوَال ضَحَايَا مُجتمعهم، لِذَلك مِن الجَيَّد أَنْ نَلتَفت إليهم، ونَمنحهم فُرصَة أُخرَى، لكَي يَركبوا قطَار النَّجَاح.. إنَّهم يُشبهون الطَّالب الذي رَسِبَ فِي بَعض المَوَاد، ثُمَّ أَعَاد السَّنَة الدِّرَاسيَّة، فأَصبَح مِن المُتفوِّقين..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّني عَازِمٌ وعَاقِد النيَّة؛ عَلَى السَّعي نَحو تَأسيس هَذه النِّقَابَة، وكَان الله فِي عَون مَن سيَكون مَعي، لأنَّ التَّعَامُل مَع هَؤلاء المَنبُوذين، أَشدُّ وأَثقَل مِن حَمل الصَّخر، ولَكن إذَا وَضعنَا أَنفسنَا فِي خِدمة الآخَرين، سنُصبح سَادة النَّاس، وقَد قَالت العَرَب: «خَادِم القَوم سيّدهم»..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store