غدا أول أيام الامتحانات، والليلة تبدأ في بعض البيوت معاناة الاستعداد لهذه الفترة التي تمتد إلى أسبوعين أو عشرة أيام وفقا للمرحلة الدراسية، مع أن بعض البيوت قد استعدت لهذه المرحلة مبكرا، ولم تتفاجأ ببداية الامتحانات، فهي منذ بداية الفصل الدراسي حرصت على متابعة أبنائها والتأكد من مراجعتهم لدروسهم أولا بأول، وحل الواجبات والتفوق في الامتحانات الشهرية ومراجعة الأسئلة والاطلاع على الملخَّصات، ولذلك هم في هذه الليلة لا يُعانون ولا يتحمَّلون أي عبء لتهيئة أبنائهم للامتحانات، بعكس آخرين لم يعرفوا حتى الليلة ماهو المنهج في الأساس أو الدروس التي يشملها الامتحان، ولم يستوعبوا بعضا منها وهم غير متأكدين من كثير من الأمور المرتبطة بامتحان الغد، بل إن بعضهم قد أضاع الكِتَاب واعتمد على ملخص وبعض الأسئلة.
بعض الأسر تعيش الليلة توترا وقلقا يُولِّده ضعف الاستعداد المبكر لتلك الامتحانات، ويكون هذا القلق أكبر على الأبناء، مما يجعل الحمل أثقل على الآباء ليتعاملوا مع هذا الوضع، ويُخفِّفوا على الأبناء هذه المعاناة، فالجميع يعيش ضغطا نفسيا كبيرا، ولكن على الوالدين أن يتحلّوا بالصبر والهدوء والتروي لمعالجة الأوضاع في هذه الليلة، ويقفون مع أبنائهم فيها ويساعدوهم على بذل قصارى جهدهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
نعم كان من المفترض أن يتم هذا الأمر منذ بداية الفصل الدراسي، ولا يترك حتى بدء الامتحانات، وكان من المفترض أن يتم المتابعة منذ بداية العام، وكان من المفترض الكثير والكثير، إلا أننا نعيش الليلة هذا الوضع، ولا يجب أن نضيع الوقت في التلاوم، وفي تحميل المسؤولية على الأبناء أو المعلمين أو المدرسة، بل لابد من العمل وبسرعة على تهيئة الأجواء المناسبة والمريحة والهادئة في المنزل، ليقوم الأبناء بالمذاكرة والاستعداد للامتحانات، وإبعادهم عن الضوضاء والالتهاء بأجهزة الجوال والتلفاز والكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، إضافةً إلى أهمية البُعد عن أي شجار أو انفعال أو توجيه بصوتٍ مرتفع، مما قد يتخذه الأبناء ذريعة للتوقُّف عن الدراسة، وتراجع حالتهم النفسية وإحباطهم.
على الآباء أن يهتموا أيضا بساعات النوم والتغذية الجيدة، خصوصا أيام الامتحانات، بحيث تكون الوجبات الغذائية صحية وشاملة للفيتامينات والسكريات اللازمة للعمليات الذهنية والبعد عن الدهون والأكلات الثقيلة التي تُولِّد الكسل والخمول، كما يجب عليهم أن يحرصوا على تنظيم أوقات الاستراحة ومعاودة الدراسة، وخصوصا لمن تكون لديه أكثر من مادة والعمل على البعد عن السهر ومسبباته، والحرص على الاستيقاظ المُبكِّر وحماية الأبناء من مروّجي حبوب السهر، والذين ينشطون في هذه الأيام.
الفترة القادمة من الامتحانات قد تكون فترة معاناة لبعض الأسر مع أبنائهم، ولكن يجب على الوالدين أن يتعاملوا مع هذه الفترة بحكمةٍ وهدوء وتركيز، متمنين لأبنائنا وبناتنا التوفيق والسداد في امتحاناتهم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
