Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

«ما ينسينا الخطأ حَب الخشوم»

A A
في الماضي كانت القوى والنفوذ لمن يتمكن من السيطرة والغلبة في الحروب التقليدية وكان البعض يستعين ببعض المرتزقة ممن يتقاضون الأموال من أجل المشاركة في الحروب والقتال دون أن يكون لهم مبدأ أو هدف أو ارتباط مباشر بتلك الحرب. واليوم لم يقتصر مجال المرتزقة على المشاركة في الحروب الميدانية بل توسعت ليشاركوا في الحروب الإعلامية فأصبحنا نجد أصحاب الأقلام الزائفة والبرامج المثيرة المشحونة والمواقف المتقلبة والآراء المتضاربة يتصدرون الواجهات الإعلامية ويتم استضافتهم من قبل البعض وتقديمهم بأنهم خبراء ومفكرون وغيرها من الأوصاف الرفيعة في حين أن بعضهم مجرمون ومنافقون ومتذبذبون يتقاضون الأموال من أجل تصريح هنا أو مقابلة هناك وهم لهم اليوم رأي وغداً عكسه تماماً ولهم اليوم صديق وغداً يصبح عدواً وهكذا لا تكاد تعرف لهم موقفاً ثابتاً.

المستشار في الديوان الملكي والمشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية معالي الأستاذ سعود القحطاني أوضح في تغريدة له مؤخراً بأنه (لا يوجد عاقل يرضى أن يتم استضافة أو إعطاء برامج لبعض الإعلاميين العرب الذين سبق أن أساءوا لقيادتنا ووطننا.. من راهن على الارتزاق ضدنا واليوم ينافق لأخذ جزء من خيرات وطننا فأنا على ثقة أن وسائل الإعلام المملوكة لسعوديين «ستكرشهم»)، واستشهد معاليه بمطلع بيت شعر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يقول فيه (ما ينسينا الخطأ حَب الخشوم)، وهذا الأمر يقع فيه بعض المسؤولين عن بعض قنوات ووسائل الإعلام وبعض رؤساء التحرير كونه قد لا يدخل في التفاصيل ولا يتابع بعض البرامج والمواد ولظروف الانشغال فيتسرب إلى تلك المواد التي تنشر أو المقابلات التي يتم إعدادها للنشر بعض هؤلاء المرتزقة من الذين أساءوا للوطن في الماضي وناصبوه العداء ونالوا من بعض القيادات وتهجموا على بعض السياسات الوطنية غير أنهم ما إن توفرت لهم بعض العروض المالية المغرية لتقديم بعض المواد الإعلامية في قنواتنا أو وسائلنا الإعلامية فإنك تجدهم يبادرون بتغيير جلدهم واستبدال لغة الهجوم والشتم والسخرية بلغة المدح والإشادة والتمجيد ظناً منهم بأن التاريخ لم يحفظ عداءهم وأن التقنية لم توثق جرائمهم ونيلهم من وطننا.

أمثال هؤلاء نحن في غنى عنهم ويجب على المجتمع أن يقاطعهم وأن يحذر منهم وأن يكشف زيفهم وبهتانهم وتدليسهم وأن لا يقبل لهم عذراً إلا كما قال معالي المستشار (ما لم يعتذروا بشكل واضح للقيادة والشعب السعودي ويعلنوا توبتهم ويقبل اعتذارهم)، ولا ينحصر هذا الأمر فيمن يشارك في البرامج أو الوسائل الإعلامية بل أيضًا يجب أن يشمل من يهاجم الوطن من خلال تغريداته وكتاباته وآرائه التي يروجها من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، فلن يحسن تمثيل الوطن أفضل من أبنائه المخلصين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store