Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الثقة في إيران معدومة

A A
لا يخفى على الجميع الدور الخطير الذي يلعبه النظام الإيراني اليوم في المنطقة، فلم يعد هناك أدنى شك لدى أي عاقل في المنطقة بأنه محور الفساد في كل مكان يكون فيه، وفي كل قضية يكون جزءاً منها، وفي كل اتفاق يكون طرفاً فيه، فهو لا يدّخر جهداً من أجل خلق الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول الجوار، ولا يحترم أي مبدأ من مبادئ حفظ الأمن والسلام، ولا يراعي عهداً أو وعداً يقطعه، وقد سعى ذلك النظام منذ زمنٍ طويل الى مهاجمة جيرانه وزرع عملائه وتكوين مليشياته الإرهابية في العديد من دول العالم، من أجل تنفيذ أجندته الهادفة إلى السيطرة على الشرق الأوسط، فعاث فساداً في بعض الدول، مثل العراق وسوريا ولبنان، وقام بزرع خلايا مليشياته الحوثية في اليمن، وجواسيسه وعملائه في عدد من دول الخليج، وعقدوا معهم الاتفاقات المختلفة لعدد من القضايا من أجل مصالح مشتركة، وذلك بالرغم من أنهم كانوا يظهرون العداء لهم في تصاريحهم الإعلامية، غير أن المصالح الإستراتيجية تعلو على أي شيء آخر.

مؤخراً أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة العقوبات عليها وفرض عقوبات جديدة ومشددة، ومثل هذا الموقف الشجاع من الرئيس الأمريكي يُظهر للعالم كله بأن هذه الدولة وبما فيها من نظام حاكم لا تحظى بالمكانة التي يمكن أن يُوثق فيها، ولا تتوفر فيها المميزات والتي تمكِّن الآخرين من أن يُحافظوا على عهودهم معها، فسياستها العدائية في المنطقة والقائمة على التوسع والهيمنة والتدخل في شؤون الآخرين والاعتداء عليهم بما في ذلك دعم وتمويل المليشيات الإرهابية المختلفة في المنطقة لمهاجمة الدول الأخرى بالصواريخ ومختلف الأسلحة، ومواصلة تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية في مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية، مما يُهدِّد أمن واستقرار المنطقة.

لقد أبدت المملكة تحفُّظها على هذا الاتفاق منذ أن تم توقيعه قبل عدة سنوات، مشيرةً بأنه سيُساهم في تمكين إيران من توسعها العدواني، مدعومة بأيديولوجية متطرفة ساهمت في دعم الأنشطة الإرهابية في المنطقة، وإشعال الصراعات الطائفية والفوضى، ومثلما أبدت المملكة تحفظها في ذلك الوقت، ها هي اليوم تبدي ترحيبها وتأييدها لاتخاذ مثل هذا الإجراء، لأن أي اتفاق مع النظام الإيراني، وخصوصاً في مجال الأسلحة، فإن النظام الإيراني يسخِّر مثل تلك الاتفاقات لدعم الأنشطة الإرهابية والطائفية في المنطقة.

ترحيب المملكة لهذه الإجراءات المتخذة ضد النظام الإيراني ليست موجهة تجاه شعب أو طائفة معينة، بل هي موجهة ضد نظام لا يستحق الثقة، وتجاه نظام يستغل مثل تلك الاتفاقات لتحقيق أهداف إجرامية وإرهابية تثير الفتن والقلاقل والفوضى في دول الجوار بشكلٍ خاص، والعالم بشكلٍ عام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store