Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

بعد داعش.. هل جاء دور العنصريين؟!

A A
• كل مواطن يحمل الهوية العربية السعودية هو مواطن كامل الحقوق والأهلية له ما لبقية المواطنين، وعليه ما عليهم، ولا يحق لأحد الانتقاص منه أو من مواطنته، أو إبداء الكراهية تجاهه لأي سببٍ عرقي أو مذهبي أو طائفي.. ولأن منح الجنسية هو قرار سيادي يصدر من الجهات المختصة التي لها أنظمتها وشروطها واعتباراتها الخاصة، التي تم وضعها بشكلٍ يحفظ لهذه البلاد المباركة توازنها الديموغرافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني أيضاً، فلا يجوز لأي شخص من خارج هذه المنظومة الطعن أو الاعتراض على هذه القرارات إلا من خلال الطرق النظامية والقانونية المقررة في النظام.

• ما يثار في الإنترنت أو حتى في بعض المجالس العامة بين فترةٍ وأخرى من بذاءات عنصرية، وتصنيفات تبث الكراهية بين مكونات الوطن (أصيل ومُجنَّس، سُنِّي وشيعي، بدو وطروش، قبيلي وخضيري... الخ) هو أمر مخالف بالتأكيد لأنظمة البلاد، ولكل الأخلاق الإسلامية والأعراف الإنسانية، لن أُكرِّر عليكم ما تفعله الأحقاد العنصرية والطائفية والمناطقية، فهي ملء السمع والبصر، ويكفي النظر قليلاً إلى ما يشتعل حولنا من نيران أعادت عرب تلك المناطق إلى طوائف مذهبية متناحرة، عربٍ عاربة، وأخرى مستعربة!! قبائل جاهلية، تتشاتم بمنطق «تعدو الكلاب على من لا ذئاب له»، ويُفاخر بعضها على بعض بأنه لا يبلغ منه حد الكعب.

• الأجسام الكبيرة لا تمرض إلا بفعل الميكروبات الصغيرة، ويعرف الأطباء أن فيروس الإيدز -حمانا الله وإياكم منه- هو فيروس ضعيف جداً، لكن خطورته تكمن في تحوُّله وتغيُّره السريع من شكلٍ إلى آخر، مما يُصعّب مهمة القضاء عليه، وهكذا تفعل جراثيم وميكروبات الطائفية والعنصرية، التي ترتدي أحياناً مسوح الوطنية والإشفاق على الوطن، أو رفع الظلم عن بني جلدتها، مما يلبّس على الناس أمرها، لكنها في الحقيقة تقوم بدورٍ خطير جداً في إنهاك جسد المجتمع، وخلخلة بنائه الاجتماعي، وتحويله إلى (كانتونات) مُتعصِّبة، ومناطق ملتهبة قابلة للانفجار في أية لحظة!

• بلادنا تعيش نقلة حضارية ومجتمعية كبيرة نحو رؤية عظيمة يقودها سمو ولي العهد باقتدار، ومثل هذا الشرر الكريه لا يتناسب أبداً مع هذه المرحلة المفصلية، لذا فنحن بانتظار (قانون صارم) يُجرِّم التمييز ضد الأفراد والجماعات للون أو العرق، أو نشر النعرات القبلية أو المناطقية أو الطائفية، أو القائمة على تصنيف سياسي أو فكري، من أجل وطن مستقر ومتماسك، لا تُفرِّقه الأعراق ولا المذاهب، ولا يمارس فيه الإقصاء البغيض ضد أحد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store