Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

الشباب.. وصناعة المستقبل

A A
السعودية دولة غنية بشبابها، وبحقيقة أن غالبيتهم نالوا قسطا من التعليم، سواء داخل السعودية أو خارجها، مما يجعل قدرتهم على مواجهة المستقبل جيّدة، ولكن يُعاب عليهم رغبتهم المستمرة في العمل كموظفين في مختلف الأنشطة الاقتصادية، وليس لديهم الطموح للبدء في أعمالهم الخاصة.. وبالطبع انتظار الوظيفة حتى تُتاح من قِبَل الدولة، أو أصحاب الأعمال، يجعلهم من ضمن القوى العاملة بدون عمل (بطالة)، مما يُؤثِّر

علي إنتاجيتهم وقدرتهم على الاستفادة من قدراتهم وإفادة المجتمع. علماً بأن السعودية مُقبلة على تحوُّل رئيس وضخم، حيث أكدت الدولة -من أقصى قمّة لها- على رؤية ٢٠٣٠، ورغبتها في التحوَّل من الاقتصاد الريعي إلى الاعتماد الذاتي، ورفع القيمة المُضافة، مما يعني توفُّر الرغبة في أن يتحوَّل المجتمع من موظفين إلى منتجين، ولمختلف القطاعات الاقتصادية.. وهذا يستلزم أن يبحث جُل المجتمع -وخاصة الشباب- عن الفرص، من خلال ما أعلنت وتعلن عنه الدولة يومياً من مشروعات وتوجُّهات إنتاجية، ومن الفرص التي تكوَّنت نتيجة لتغيُّر التركيبة السكانية، ورحيل مجموعات إخوتنا الوافدين، والتي كانت قطاعات فيها متسترين تجاريا.

الفرص عريضة وضخمة، والوضع العام والسوق الحالي يحفل بها، وكل ما تحتاجه أن يبدأ الشباب بصفتهم متعلِّمين وغالبية، أن يُكوِّنوا لأنفسهم مشروعات صغيرة، ويُقدِّموا خدمات يحتاجها المجتمع، بالاعتماد على التمويل الذي تُقدِّمه الدولة.. وهنا لنا وقفة.. فالتمويل أو رأس المال في أَي فكرة لا يجب أن يكون العامل الرئيس، بل واحد من عدّة عوامل تساعد على نجاح الفكرة.. بمعنى أن اعتماد نجاح المشروع على رأس المال لا يعكس جودة الفكرة ولا قوة المستثمر أو المبادر، والتي يستمد منها النجاح.. فالورش حالياً وفي المستقبل تعتمد على قدرات الفرد الذي يُديرها ويمارس نشاطه منها، وتعتمد بالتالي على المخرجات التي تُوفِّرها الفرصة لها.. والدولة تسعي لأن تكون الصناعة أو الزراعة أو الخدمة مدخل أساسي لتحقيق الرؤية وأهداف التحوُّل فيها.

المستقبل أمام الشباب، ويحتاج منهم إلى عقولهم وأفكارهم وقدرتهم على قراءة التحوُّل الحالي في الاقتصاد السعودي، تمهيداً للبدء في قراءة التوجُّهات والتحضير لها، حتى يتم جني الحصاد وتحقيق الهدف.

شباب بلادنا في حاجة لمنتجين، وليس إلى موظفين، وإلى التوظيف الذاتي وخلق الفرص، لا انتظارها، ونحن بحق نحتاج لبناء المستقبل، لا أن يُبنَى لنا.. فمن المعروف أن اليد العليا خير من السفلي، وفِي كُلٍّ خير، فلنتحرَّك ونبني أمة ومستقبل مشرق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store