Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

متى ينتهي هذا الجدل السنوي ؟

A A
اعتدنا في هذا الوقت من كل عام أن يتجدد الحوار والجدل حول رؤية هلال شهر رمضان المبارك، وقد كثر النقاش في هذا الشأن منذ سنين طويلة ولم يتم حسمه الى الآن فلا زال الخلاف بين كثير من الدول يتكرر، وفي هذا العام استبقت بعض الدول إعلان يوم الخميس القادم 17 مايو كأول أيام شهر رمضان المبارك وذلك بناء على الحساب الفلكي مبررة ذلك باستحالة رؤية الهلال يوم الثلاثاء 15 مايو، وتعتمد العديد من الدول على طرق مختلفة في تحديد دخول الشهر الكريم لديها، ففي المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية والإسلامية تعتمد على الرؤية بالعين المجردة أو بواسطة المناظير، فيما تكتفي بعض الدول مثل عمان وليبيا وسوريا على الحساب الفلكي فقط، وهناك دول أخرى تجمع بين الحسابات الفلكية والرؤية مثل مصر، في حين تعتمد بعض الدول كالأردن مثلاً على اتحاد المطالع فإن ثبت رؤية هلال رمضان في دولة تشترك معها في جزء كبير من الليل فإنها تتبعها، في حين يتبع أصحاب المذهب الشيعي ويبدؤون صيامهم وفقاً لإعلان مرجعيتهم الشيعية في إيران .

بغض النظر عن اختلاف الطرق التي تعتمد عليها الدول في تحديد دخول الشهر فإن هناك خلافاً لم ينتهِ الى الآن ويكمن بين الشرعيين والفلكيين، فالهلال له ميلاد عند الفلكيين يختلف عن ميلاده عند الشرعيين وكل طرف يرى بأن ولادة الهلال يمكن أن تتم بطريقة مختلفة ومن هنا وجدت الفجوة، وفي الوقت الذي يشترط فيه بعض الشرعيين رؤية الهلال بالعين المجردة فإن بعضهم يرى بأن علم الفلك أصبح من العلوم الدقيقة ومن الممكن أن يستعان بها في النفي وليس في الإثبات بمعنى إذا قال علم الفلك بأن الهلال يغرب قبل الشمس فينبغي أن لايسمح بترائي الهلال.

وفي هذه الأيام أعلن عدد من الفلكيين أن الحسابات الفلكية تشير إلى أن عدة شهر شعبان لهذا العام ستكتمل 30 يوماً وسيكون الخميس 17 مايو غرة شهر رمضان المبارك لهذا العام ، وفي الوقت الذي أكد فيه الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ملهم هندي لجريدة الوطن يوم أمس بأن رؤية هلال شهر رمضان هذا العام لن تكون ممكنة في أي منطقة من مناطق المملكة وذلك بسبب غروب القمر قبل الشمس اليوم الثلاثاء، فقد دعت المحكمة العليا مؤخراً إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك مساء اليوم الثلاثاء 29 شعبان الموافق 15 مايو وإبلاغ أقرب محكمة ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير .

العلم تقدم وأصبح يرصد كل صغيرة وكبيرة ويحسب بالثانية كل حركة في الفلك ومن الأحرى أن نواكب هذا التطورالعلمي ليساهم في جمع الكلمة وإيقاف هذا الجدل السنوي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store