Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسين أبو راشد

مغالطات يوسف زيدان مستمرة

السؤال الذي طرحته جريدة الجمهورية (٢مايو ٢٠١٨م) وأجاب عليه عدد من أساتذة التاريخ والمؤرخون والنقاد هو: هل نهضة الأمم لا تتحقق إلا بالتشكيك في التاريخ وأحداثه والهجوم على رموزه والخوض في مسائل الدين الخلافية كما فعل زيدان؟.

A A
خرج علينا الروائي وأستاذ الفلسفة يوسف زيدان عبر شاشات الفضائيات وسلسلة مقالاته وتغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أكثر من عام التي مازالت تُحدث جدلاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية التي هاجم فيها بعض الشخصيات والرموز التاريخية وأبدى آراء في كثير من القضايا التي تهم العرب والمسلمين تناقض ما أجمع عليه المؤرخون وعلماء الشريعة، حيث تطاول على شخصية صلاح الدين الأيوبي ووصفه بأنه «أحقر شخصية في التاريخ الإنساني»!!، وأن الزعيم أحمد عرابي قد ضيَّع مصر وظلت بسببه تحت الاحتلال لمدة سبعين عاماً، وأنه لا وجود لمعجزة الإسراء والمعراج بمفهوم الناس اليوم!، وأن المسجد الأقصى المذكور في القرآن ليس هو الموجود في مدينة القدس!!.. وغيرها من القضايا التي تثير اللغط وتؤدي الى التشكيك فيها. السؤال الذي طرحته جريدة الجمهورية (٢مايو ٢٠١٨م) وأجاب عليه عدد من أساتذة التاريخ والمؤرخون والنقاد هو: هل نهضة الأمم لا تتحقق إلا بالتشكيك في التاريخ وأحداثه والهجوم على رموزه والخوض في مسائل الدين الخلافية كما فعل زيدان؟.

الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة عبر عن رأيه بأن يوسف زيدان يرى التاريخ كله أسود وهي التي يقع فيها يوسف زيدان وذلك ما يتنافى مع النقد الذي هو مرحلة يبين فيها الإنسان الإيجابيات والسلبيات وزيدان ليس مؤرخاً، ومن حق المؤرخ أن ينتقد أي شخصية ولكن ليس من حق المؤرخ الكلام بالتحقير، فأي شخصية لها إيجابياتها وسلبياتها، وهل البحث عن الشهرة يأتي بالتشهير؟، وما يقال عن صلاح الدين بأنه «أحقر شخصية عبر التاريخ» ليس كلاماً علمياً، ومن واجب المؤرخ أن ينقد الشخصيات وفق العلم وليس من حقه أن يصبغ التاريخ بالسواد والتشكيك لأن ذلك يفرز أجيالاً ومشاريع تطرف وهو ضد فكرة الاعتدال والإسلام الوسطي.

الدكتور إبراهيم سلامة أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية أشار الى أن يوسف زيدان وأمثاله يتبنون أجندة خارجية لزعزعة الثوابت والطعن فيها وحينما دعوناه لمناظرة في الجمعية التاريخية وكذلك في لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة تهرَّب.

الناقد عزوز إسماعيل أشار الى أن من يتطاول على التاريخ ورموزه كصلاح الدين وغيره هم أبعد عن الحقيقة ولم يقرأوا التاريخ وأحداثه، فشخصية البطل صلاح الدين أشاد بها المؤرخون والأدباء العرب والغربيون حيث عدَّدوا خصاله وصفاته النبيلة وأجريت دراسات في الأدب المقارن حولها ومنها دراسة فيور أفانتي سنة١٨٩١ حول أسطورة صلاح الدين في الأدبين الإيطالي والفرنسي، وبينت تلك الدراسات أن صلاح الدين أحسن الى أسرى الحرب وعاملهم معاملة حسنة وذلك إبان الحرب التي انتصر فيها، وأبرز مثال على ذلك ملك طبرية الصليبي الذي أطلق سراحه ومجموعة من فرسانه.. ويضيف الناقد أن الأدب الإسباني قدم صوراً منصفة عن صلاح الدين وبطولاته بالإضافة الى أخلاقه التي ظهرت في معاملة الضعفاء والأسرى.

يوسف زيدان ليس مؤرخاً بل يجتز نصوصاً للترويج لأفكار بعينها والبحث عن الشهرة لا يأتي بتحقير رموز تاريخية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store