Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

طفل الحمدانية والمرور..!؟

همزة وصل

A A
كنت في حي الحمدانية، وما توقعت قط أن أرى ذلك الطفل الذي أجزم أن سنَّه (لا) يتجاوز الـ(11) عاماً وهو يقود سيارة من نوع ( كامري ) مظللة تظليلاً كاملاً!!. والحقيقة أنني وقفت لأساله عن نفسه وعن أبيه الذي سمح له بقيادة السيارة، وكنت بأمانة أتحدث معه بحب وخوف عليه من نفسه والطريق!!، لكنه كان مثيراً في إجاباته التي كانت تدل على أنه «آمن» و(لا) خوف في صدره (لا) من المرور و(لا) من غيره، ومن أمن العقاب أساء الأدب، ومثل هؤلاء هم وبكل أسف ضحايا الوالدين اللذين هما من يستحق العقاب المشدد، وهم ضحايا الانفلات في النظام المروري الذي يركز كل اهتمامه في الغرامات وكأن همه جباية الأموال لا حماية الأرواح !، حاجة غريبة!!.

ومن حقي أن أسأل اليوم عن رجل المرور الذي غاب عن الميدان والذي عليه أن يقف بصرامة لمثل وكل هذه التصرفات المجنونة، والتي يستحيل أن تراها في أي بلد في العالم (إلا) هنا، ومن يصدق أن الأطفال يقودون السيارات في تصرف هو أقرب للفوضى والهمجية وعدم الاكتراث بحياة الناس وسلامتهم، وهي حقيقة مؤسفة أن تبقى الأمور كما هي ويبقى حالنا في ظل غياب المرور عن أداء الدور الذي يفترض أن يقوم به ليحمي الإنسان من حماقة وجنون بعض الآباء الذين ما يزالون يعتقدون أن في الخروج على النظام شطارة. وهنا يحضر الخوف الذي ينتابني وكل الآباء على سلامة بناتنا اللاتي ينتظرن موعد القيادة في شوال!!، فهل يعي المرور أن مثل هذه التصرفات غير الحضارية هي قضية وطنية وأن تطبيق النظام المروري بحزم هو أمل الجميع؟.

( خاتمة الهمزة) .. حين سألته عن رخصة القيادة قال لي ببراءة إنه (لا) يملك سوى الهوية الوطنية.. ومن هنا أسأل المرور هذا السؤال.. هل الهوية الوطنية تمنح الطفل حق القيادة..؟!، هو طفلٌ من كثيرين يمارسون القيادة في مدينة جدة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store