Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

قابيل وهابيل!!

A A
تحضرني قصة «قابيل وهابيل» كلما أسمع عن خلاف عائلي يكون وراءه أخ أو أخت لا يعيشا إلا إذا رأيا أن كل ما حولهما أسود قاتماً.. فهابيل بما تحويه نفسه من مجموعة من الصِّفات الذميمة طوَّعت له قَتلَ أخيه والتخلُّصَ منه، وهذا يرشدنا إلى خطورة النفس البشريَّة الأمَّارة بالسُّوء

.

****

وإذا كان هابيل قد قتل أخاه جسدياً.. فإن هناك قتلاً معنوياً يرتكبه بعض الإخوة لأسباب ليست بعيدة عن تلك التي كانت وراء قتل هابيل لأخاه قابيل. فكما أن هناك دائمًا في كل أسرة «حمامة سلام» تسعى لتهدئة النفوس وإزالة أي لَبْس أو سوء ظن. فهو أخ، وإنسان، موفق للخير دائمًا، لا يبحث إلا عن الحق فيجري وراءه بالمناكب، فإن هناك من فيه عكس تلك الصفات، فهو مثل «أبا لهب» ينفخ على نار الشقاق ويضيف من البخور ما يحجب الحق ويزرع بذور الفتنة حتى أخال الشيطان نفسه يقف مذهولاً من قدراته الاستثنائية

!!

****

هذه النفس البشرية التي رصدها الكاتب الروسي دستويفسكي في روايته الخالدة (الإخوة كرامازوف) حيث تعالج القصة الكثير من المشاكل الاجتماعية والقضايا الجوهرية التي تحير الإنسان في هذا العصر، مثل الخير والشر والعدالة السماوية والخلود والحرية، القصة بمجملها تتناول قضية الأزمة، الأخلاق والقيم الاجتماعية بين العائلة ورجال الدين والقانون والأنانية والغريزة

.

****

لذا فإن صلة الرحم واجبة، وإصلاح ذات البين فيه إرضاء لله، وأداء لحق الرحم. قال الله تعالى‏:‏ ‏(‏فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏)‏ (الأنفال

: 1).

#نافذة

:

﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. (يوسف: 53)

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store