Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

العشق المهيمن على قلب نواف المقيرن

الحبر الأصفر

A A
عِندَمَا صَدَر القَرَار؛ بتَعيين الصَّديق «أبوناصر - نواف المقيرن»؛ رَئيساً للاتِّحاد، استَغرَب بَعض البُسطَاء، وتَعجَّب بَعض الذين لَا يُدركُون بَواطن الأمُور، قَائِلين: «كَيف يَتبوَّأ كُرسي رِئَاسة نَادي الاتِّحاد، رَجُل أَعمَال بَعيد عَن البيئَة الاتِّحَاديَّة، والتَّقَاطُعَات الجُدَّاويَّة؟»..!

هَذا القَول؛ هو أَقرَب إلَى السَّذَاجَة والتَّسطيح، مِنه إلَى العُمق والمَنطق الصَّريح، لأنَّ مَن يَعرف سِيرة «أبوناصر»؛ يُدرك أنَّه اتِّحَادي أَصيل، و»إتَّاوي عَريق»، حَيثُ وُلِد فِي بَيتٍ يَتقَاسَم أَفرَاده تَشجيع الهِلَال والنَّصر، ولَكن هَذا الفَتَى المَائِل للسُّمرَة -و»السِّمنَة قَليلا»- طَار قَلبه مِن وَسَط البِلَاد إلَى غَربهَا، فاجتَذبَه صَفَار الاتِّحاد، خَاصَّة فِي مُنتصف التِّسعينيَّات، حِين كَان الاتِّحاد لَا يُبقي ولَا يَذر مِن البطُولَات، عِندَما نَال الثُّلاثيَّات والرُّبَاعيَّات.. تِلك البطُولَات لَم تَجعل «المقيرن»؛ يَقع فِي حُب الاتِّحاد مِن أوّل نَظرَة بطُولَة، بَل كَانت البطُولَات تَتَتَابَع، والكُؤوس تُرفَع، وكُلّ كَأس تَمرُّ بـ»المقيرن» تَقول لَه: «يَنظر ويَتحدَّى ويُكرِّر النَّظرَة»..!

حَاول «المقيرن» أَنْ يَتهرَّب -آنذَاك- مِن تَشجيع الاتِّحاد، حَتَّى لَا يَبدو غَريباً بَين أُسرَتِهِ، ولَكن البطُولَات الاتِّحاديَّة حَاصرته مِن الجِهَات الأَربَع، فلَم يَستَطع أَنْ يَهرَب مِن الاتِّحاد، بَل استَسلَم للعِشق الأَصفَر قَائِلاً: «اللَّهمَّ اشهد أنِّي اتِّحادي، عَاشِق لهَذا القَميص، الذي تَتوَازَى فِيهِ الخطُوط الصَّفرَاء والسَّودَاء»..!

إنَّ المُقرَّبين مِن «أبي ناصر»؛ يَعرفون أنَّه «تَديَّر» جُـدَّة واستَوطَنهَا، وتَلقَّى العِلم بجَامعة المُؤسِّس، حَتَّى نَال الشَّهَادَة الجَامعيَّة فِي إدَارة الأَعمَال، ومُنذ ذَلك الوَقت، بَدَأَ اقترَابه مِن البَيت الاتِّحادي يَزداد شَيئاً فشَيئاً، ودَعَمَه بمَالهِ، بَعد أَنْ مَنَحه قَلبه، ومِن أَبرَز مَشَاريعه: تَكفُّله بانتقَال الكَابتن «معتز تمبكتي»؛ مِن الوِحدَة إلَى العَميد، وأَيضاً وقُوفه -وبقوَّة- خَلف الكَابتن «محمد نور» فِي قَضيَّة المُنشطِّات..!

كَمَا أَسهَم «أبوناصر»؛ في صَرف رَوَاتِب ومُكَافآت تَتجَاوز 10 مَلايين رِيَـال.. هَذا هو «المقيرن» الذين عَنه تَسْأَلُون، فقَد جَلَسْتُ مَعه قَبل شَهرين فِي أَمريكَا سَاعَات، فوَجدتُ الرَّجُل كُتلة نَشَاط، تَتحرَّك فِي كُلِّ الاتِّجَاهَات، وقَد أَخبَرني بحِرصهِ عَلَى تَفعيل لَيس الجَانب الرِّيَاضِي فَقَط، بَل الجَوَانِب الثَّقَافيَّة والاجتمَاعيَّة فِي النَّادي.. حَتَّى أَنَّ عِشقه للاتِّحاد جَعَل وَالده -رَحمه الله- يُعاتبه عِتَاباً قَويًّا بسَبب كَرمه وسَخَائه؛ فِي دَعم شَيخ جُـدَّة وعَميدهَا التِّسعيني..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، إنَّ «أبا ناصر - نواف المقيرن» قَادِمٌ إلَى الاتِّحَاد، ومَعه حَقيبَة مَليئَة بالإصلَاحَات والتَّطوير، وصِنَاعة التَّفوُّق والفَرَح لهَذا النَّادي وجَماهيره، فاصبرُوا عَليه سَنَة أَو سَنتين، وستَرون الاتِّحاد النِّمر الأوّل فِي آسيَا، بإذن الوَاحِد القَهّار، اصبِرُوا وانتَظَرُوا وادعمُوا الرَّئيس، وأَنَا مَعكُم مِن المُنتَظرين والصَّابرين والدَّاعِمين..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store