Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حائط العلكة بسياتل... نفق العشق المجنون

حائط العلكة بسياتل... نفق العشق المجنون

الاشمئزاز حوّله لأكثر الأنفاق استقطابا للسياح

A A
تباينت فنون توثيق الذكريات التي يبتكرها العشّاق بين الحين والآخر؛ لإبقاء الحبّ حيًّا على مر السنوات. فما بين أسرار يكتبها المحبّون ويضعونها داخل قفل حديدي، ومن ثم يلقون به في البحر إلى آخرين يحفرون القلوب على جذوع الشجر إلى فريق ثالث يمزقون العملات النقدية إلى نصفين، على أمل أن تجتمع ثانية في عش الزوجية.

ومع التباين والاختلاف يقدم لنا حائط العلكة بسياتل حكاية غريبة ومستفزة؛ حيث يلوذ العشاق من كل البلدان لنفق الـ21 مترًا، لا ليوثقوا لقاءهم في صورة، بل ليكتبوا حروف أسمائهم الأولى، ويلصقوا «العلكة «على حوائط النفق.

الغريب أن النفق -وفقًا للإحصاءات الموثقة- يعدّ الأكثر استقطابا لسيّاح سياتل؛ الأمر الذي جعل السلطات تغض الطرف عن صرخات الإعلام، وتأكيداته بأن النفق بات بؤرة لتصدير الاشمئزاز. غضت السلطات النظر عن حائط العلكة؛ لأنه صنع ما لم تصنعه الحوائط الناعمة، وأثرى اقتصاد المدينة بصورة عجزت عنها فنادق السبع نجوم.

العشاق -كما رصدت المدينة- يدخلون النفق وأيديهم متشابكة، ثم يختارون ما شاء لهم من ركن على الحائط، ثم يكتبون حروف أسمائهم الأولى، وينقلون العلكة بعد مضغها؛ ليلصقوها على الجدران. ربما نندهش من الحالة العجائبية للحب، وربما نتعجب من الفكرة المجنونة، التي حوّلت الحائط للوحة زاهية بالألوان، وقد نستاء من صمت السلطات عن الجراثيم التي تصدّرها العلكة، حال بقائها لسنوات، ولكن ما يسلينا أن الفنون جنون، وأن الحبّ فن بلا قانون.

قصة حائط العلكة تعود لعام 1993 -وفقًا للروايات- حيث كان رواد مسرح قريب من الحائط يلصقونها أثناء انتظارهم في طابور قطع التذاكر.. وشيئًا فشيئًا تراكمت العلكة مكونة لوحات إبداعية على شكل قلوب تارة، وورود تارة أخرى.

بلغت شهرة حائط العلكة مبلغًا كبيرًا، وبات المعلم الذي يتصدر رغبات المسافرين إلى سياتل ليس هذا فقط، بل صنع وظائف دونية؛ حيث رآه الشحاذون المكان الأنسب لمداعبة المشاعر، واستعطاف المارة من محبي الحبّ وعشاق الحياة. بكلمات تستوقف الكل -غصبًا- لغرابتها وتفردها وخروجها عن قاموس الشحاذة المألوف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store