«رادار».. مفهوم خاطئ لمعنى النقد والانتقاد!

لأن النقد لا يقوم على اجتهادات خاصة، بل على أسس علمية قوامها الدراسة والخبرة، فمن هنا تباينت الآراء حول البرنامج اليومي «رادار طارئ»، والذي يفاجئ المشاهدين يوميًا طوال شهر رمضان بالتعرض لمسلسلات وبرامج القنوات الفضائية، عبر توجيه انتقادات وملاحظات أحيانًا تكون مقبولة، وأحيانًا أخرى تخرج عن مسارها الحقيقي!.

البرنامج يقدمه طارق الحربي، والذي يؤخذ عليه عدم الخبرة اللازمة والكافية لأن يقوم بتوجيه انتقادات لأعمال فنية، وخاصة أن أسلوبه، أوبالأحرى أسلوب البرنامج -كما يبدو- لا يهدف لتصحيح أو توجيه نقد هادف، بقدر ما يهدف -بحسب ما هو ظاهر- إلى الاستهزاء واستخفاف الدم!. من خلال «هقهقات» لا معنى لها إطلاقًا، كما أن كثيرًا من الانتقادات أو الملاحظات التي يطرحها البرنامج، تتناول أمورًا ثانوية لا علاقة لها بالقيمة الأساسية للعمل الفني «المنقود»!.

الفنان عبدالله السدحان كان أحد الذين تعرّض لهم البرنامج المذكور بلقطة من مسلسله اليومي «بدون فلتر»، وقد رد السدحان بقوة على ملاحظة برنامج «رادار» قائلا في تغريدة في صفحته على «تويتر»: ‏‎من نصَبَ نفسه ناقدًا، موضحًا أن الجزء الذي اعتبر خطأ في عمله: «نعم الأغنية من الراديو إلى أن تم طرق الباب ثم تحولت إلى مؤثر موسيقي بأغنية تناسب الحالة كأي عمل ليخرج من لا يفقه وينتقد وبدون علم، نقبل النقد وليس الاستهزاء الله يصلحك ثانيًا من أنت». وأضاف: «إذا حدث غلط برتبة عسكرية المطلوب التنبيه وليس التسفيل عيب!». وتابع السدحان: «بعدين من نصب هذا الـ (!!) ليكون ناقدًا، وهو لا يعرف أبجديات التمثيل والأداء الحسي ليتحول لناقد وأين النقد؟». مضيفًا: في حلقة النحات لم ينتقد المؤثرات أو المخرج بل تكلم عني شخصيًّا وبطريقة استفزازية مع قهقهة وفي قناة نحترمها وليس تويتر أويوتيوب!. ومن جانبه، علق طارق الحربي بتغريدة كتب فيها: اللهم إني صائم، ثم قام بإعادة تغريدة لمقطع يسخر فيه من مسلسل «بدون فلتر»!.

المضحك أن قلة خبرة الحربي دفعته في هذه الحلقة إلى الخطأ في اسم من كان يغني، فقد ذكر أنه الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، والصحيح هو الموسيقار الراحل فريد الأطرش! وهذه بالطبع غلطة شنيعة من برنامج يدّعي النقد ويقع في أخطاء بدائية تؤكد تمامًا ضعف القائمين عليه!. غالبية الآراء في مواقع التواصل جاءت منتقدة للبرنامج الذي يبث على قناة روتانا خليجية، فما يقدمه ويعرضه بأسلوب الاستهزاء والاستخفاف غير مقبول أبدًا، رافضين أن يكون الانتقاد أو النقد بهذا الشكل أو بهذا الأسلوب.