Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

ذكرى غزوة بدر الكبرى

لنا رجاء في وزارة التعليم بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تنظم رحلات مجدولة لطلاب المدارس في المملكة للتعرف على هذا الإرث العظيم، ومدى المعاناة والمشقة التي تكبدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه المعركة، كما نأمل من الهيئة العامة للسياحة أن تنظم زيارات بصفة دائمة للحجاج، والعمّار، والزوار لهذه البلاد المباركة للتعرف على هذه الملاحم العظمى في الإسلام ( بدر، أُحد، والخندق)

A A
يصادف يوم غد السبت السابع عشر من شهر رمضان المبارك 1439هـ الموافق 2 يونيو 2018م ذكرى غزوة بدر الكبرى التي حدثت في العام الثاني من هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- للمدينة المنورة، بين جيش المسلمين بقيادة النبي الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- وجيش كفار قريش بقيادة عمرو بن هشام (أبو جهل)، حيث دارت رحى المعركة في منطقة يقال لها بدر -وهي بئر- تقع على طريق القوافل المتجهة للشام بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتعد غزوة بدر أول معركة في الإسلام.

خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاعتراض قافلة لقريش متوجهة إلى مكة بقيادة أبي سفيان بن حرب، وكان شديد الذكاء حيث تمكن من الهرب بالقافلة واستنجد بقريش وطلب العون والمدد، فاستجابت له قريش وخرجت بخيلها وخيلائها لقتال المسلمين في بدر.

كان تعداد جيش المسلمين في غزوة بدر (313 رجلاًَ) معهم فَرسان وسبعون جملاً وفي مقابلهم جيش المشركين المكون من (1000 رجل) معهم مئتا فرس، وكانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين، وانتهت المعركة بنصر المسلمين حيث قتل من المشركين سبعون رجلاً وتم أسر سبعين آخرين، وقُتل من جيش المسلمين (13 رجلاً) وقيل (14 رجلاً) ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.

الدروس المستفادة والعِبَر العظيمة التي سجّلها القرآن الكريم في العديد من الآيات البيِّنات تُدلِّل على أن الله مؤيد لرسوله ومصطفاه -صلى الله عليه وسلم- في جميع الأحوال، ورغم ذلك لم يستغن عليه الصلاة والسلام عن مشورة أصحابه في الأخذ بالرأي والمشورة في أحلك الظروف، ونزل على رأي الصحابي الجليل الحُباب بن المنذر -رضى الله عنه- في حجب الماء عن المشركين.

بعض المعجزات ما زالت قائمة في بدر حتى يومنا هذا ومنها: كثيب الحنان، وهو قوز كبير من الرمل يقع بالقرب من العدوة الدنيا والذي ما زال شامخاً حتى يومنا هذا منذ أكثر من (1400 سنة) من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم، وموقع العريش الذي بُني للرسول -عليه الصلاة والسلام- للإشراف على المعركة، وحل مكانه مسجد العريش الآن، ووادي الخُشبي الذي يقسم بدر إلى نصفين شرقي وغربي، وحدثت على أرضه رحى المعركة، وموقع مقبرة شهداء بدر، والعدوة القصوى حيث تمركز جيش المشركين، ووادي الصفراء الذي يقع جنوب أرض المعركة، وكثير من المعالم التي تستحق المشاهدة للتعرف على أعظم ملحمة في الإسلام حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتِني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض»، وغيرها من المعجزات العديدة التي لا يسع ذكرها في المقال.

لنا رجاء في وزارة التعليم بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تنظم رحلات مجدولة لطلاب المدارس في المملكة للتعرف على هذا الإرث العظيم، ومدى المعاناة والمشقة التي تكبّدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه المعركة، كما نأمل من الهيئة العامة للسياحة أن تنظم زيارات بصفة دائمة للحجاج، والعمّار، والزوار لهذه البلاد المباركة للتعرف على هذه الملاحم العظمى في الإسلام (بدر، أُحد، والخندق)

، والتي هُزم فيها الشرك وأهله، وأعز الله الإسلام وأهله، وجعل منه ديناً عالمياً تعمّ أنواره مشارق الأرض ومغاربها.

المكافأة العظمى وجزيل العطاء كان من الله رب العالمين عزّ وجلّ حيث جاء في الحديث الصحيح عندما وجه النبي الكريم حديثه لسيدنا عمر عندما أراد قتل الصحابي حاطب ابن أبي بلتعة -رضي الله عنه-، حيث قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: «ما يدريك لعل الله اطّلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتُم فقد غفرت لكم». وقد قالوا قديماً «هذه آثارنا تدل علينا فإذا متنا فانظروا إلى الآثار».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store