Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الاتصال والإعلام» بين الواقع والمأمول

«الاتصال والإعلام» بين الواقع والمأمول

A A
مضى على إنشاء كليات وأقسام الإعلام والاتصال بالمملكة قرابة الخمسين عاماً تخرج على إثرها العديد من الكفاءات الإعلامية في مختلف التخصصات عملوا في قطاعات إعلامية وفي وظائف أكاديمية حتى بلغ عدد الكليات المتخصصة في الاتصال والإعلام في المملكة كليتين وتسعة أقسام للإعلام بجامعات المملكة.. وربما لا أكون مبالغاً إن قلت أن مخرجات أقسام الإعلام متميزة لعدة أسباب أوجزها في النقاط التالية:

- اجتياز المقابلة الشخصية كشرط أساسي للقبول في قسم الإعلام.

- وجود ملكة الموهبة لدى الطالب والتي يقوم بصقلها بالدراسة والمران واكتساب المهارات الاتصالية من الإقناع والحوار والعلاقات العامة والكتابة الصحفية.

- التدريب المكثف للطالب في المؤسسات الإعلامية المختلفة.

- الرغبة الأكيدة لدى الطالب أن هذا هو التخصص الذي يرغب فيه وليس اختيار تحصيل حاصل أو بريق هذا التخصص الذي جذبه للدراسة.

واليوم نرى أغلبية الطلاب والطالبات المتخرجين والمتخرجات من أقسام الإعلام تنقصهم المهارات الإعلامية والاتصالية التي تؤهلهم للقيام بعملهم على الوجه الأكمل خاصة وبعد ظهور الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي الذي أحدث ثورة جديدة في الاتصال والتقنية الحديثة المستخدمة فيه الأمر الذي يستلزم كليات وأقسام الإعلام أن تغير وتطور في برامجها ونهجها الدراسي لكي تتماشى مع الإعلام الجديد ونظرياته ومناهجه الحديثة.. ويتطلب أيضاً من الأقسام العلمية للاتصال والإعلام إعادة الهيكلة لمسميات التخصصات والمواد الدراسية حتى تتواءم مع المناهج الحديثة للإعلام.

السؤال الذي يُطرح في هذا الخصوص لماذا لا توجد مجالس علمية لكليات وأقسام الاتصال والإعلام وملتقيات علمية تكون دورية للتناوب مع الأقسام لوضع استراتيجيات وخطط موحدة لهذه الكليات حتى تلحق الركب العالمي لهذا العلم نظراً لارتباطه بتكنولوجيا الاتصال وسرعة التعامل معه والتركيز كذلك على المراكز البحثية ودراسات الرأي العام ورسم برامج الدراسات العليا للمرحلتين الماجستير والدكتوراه فيه والتأكد من استكمال البنية التحتية للأقسام العلمية من حيث المعامل المطلوبة للتدريب والمكتبة الورقية أو الرقمية اللازمة لها ووجود المجلات العلمية في ذات التخصص.

إنها كذلك دعوة موجهة إلى كليات وأقسام الإعلام في المملكة إلى إنشاء مركز وطني موحد ليكون مركزاً للدراسات الإعلامية والاتصالية ودراسات الرأي العام وليقوم أيضاً بالتصدي والرد على القنوات الإعلامية الخارجية المأجورة التي تحاول أن تسيء بطريقة يائسة ومفتريات مفضوحة للنيل من سمعة المملكة العالمية ومركزها الريادي والدولي.

​مبارك واصل الحازمي

أستاذ وباحث أكاديمي


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store