Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

سلفني ضحكتك

A A
هدية جميلة تلقيتها من صديق جميل عرفته منذ ما يقارب العقود الأربعة ولازال يجمع بيننا الود كما كان، وربما أكثر.. الهدية تمثلت بكلمات جميلة وجدت فيها صدى لتجربة يخوضها كثير منا مع «أصدقاء» جمعتهم المصلحة، وفرقتهم المصلحة.

***

الكلمات لأغنية للمطرب الشعبي عبدالباسط حمودة صاحب الصوت الشجي، شدت بها مطربة أسمعها لأول مرة أسمها (ياسمين علي)، تقول:

ياشدة صاحبي خدعني وياما كتير لاوعني

وفى سوق الغدر باعني يا ناس من غير تمن

واللي كان مصاحبني وعامل حاببني

في رزقي بيحاربني صحيح آخر زمن

يا ناس قلبي تاعبني يا ناس حد يجاوبني

محدش عنده ضحكة سلف أداري دموعي جواها

محدش عنده فرحة دا أنا قربت أنساها

ياعم ياللي ماشي وبايع دنيتك

علمني أضحك يا إما سلفني ضحكتك

***

وأقول إن الصداقة لا تُقاس بالمدة ولا بالكم.. ولكن بالمواقف.. وصديق المصلحة يذهب بانقضاء مصلحته.. وهو ليس صديقًا، مهما كانت المدة التي عرفته فيها. يقول الكاتب والمفكر المصري عباس محمود العقاد: «حذائي ألبسه منذ أكثر من 15 عامًا.. لكنه لا يعرفني.. العبرة ليست بالزمن والمدة والقدم».

***

ويُحكى عن الأديب توفيق الحكيم، الذي كان -كما يُقال- يشتهر بالبخل الشديد، أنه زار صديقًا له صاحب محل لبيع الأحذية فأهداه حذاءً ومعه بيتان من الشعر:

لقد أهديت توفيقًا حذاءً

فقال الحاسدون وما عليه

أما قال الفتى العربي يومًا

شبيه الشيء منجذب إليه

فردَّ الحكيم على التحية بأحسن منها فقال:

لو كان يُهدى إلى الإنسان قيمته

لكنتُ أستأهل الدنيا وما فيها

لكن تقبلت هذا النعل معتقدًا

أن الهدايا على مقدار مهديها

#نافذة:

لا جدوى من أحذية لامعة.. وقلوب مُظلمة!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store