بكل بساطة ما يلزمنا للبحث عن حياة لا تشبه شتات الماضي هو قلب الصفحة القديمة وبداية صفحة جديدة بشرفات تطل على ذلك الصباح المشرق واستنشاق عبق عطوره وشعاع شمسه المتثائبة وهكذا يبدو لنا إيقاع الحياة مختلفًا عن ما كنا نراه بعيون ضبابية يشوبها الشتات وغيوم الإحباطات!!
هكذا يجب أن نقرر بيع كل عثراتنا السابقة لذلك الماضي المتعثر وتوديعه إلى غير رجعة.. ونبدأ مشوارًا آخر ودروبًا أخرى مليئة بالابتسامات وشموع الأمل المتلحفة ببداياتنا الجديدة!
نعم ليس قضية أن نكون خسرنا سنينًا عديدة من أعمارنا في دهاليز ذلك الضياع ولكن القضية الحقيقية هي أن نقرر كسب سنين العمر القادمة وأن نمنحه حرية الانطلاق والبحث عن ذاته من جديد ولمَ لا؟ فليس هناك ما يمنع من إعادة النظر في كل تصرفاتنا وأفكارنا وتوجهاتنا السابقة ومحاولة ملامسة الخلل في أحدها أو جميعها ربما.. ولن يشكل ذلك اشكالية عندما نقرر بداية جديدة لمسايرة الواقع المتسارع الخطى واللحاق بركب الانجاز وتحقيق الذات ليتلاءم حلمنا مع واقعنا بعيدًا عن ذلك الشجن ومتاهاته وتجاوزه وتجاوز كل كبوات الماضي فهل نعيد صياغة حياتنا باتجاه العمق والنضوج والبحث وبجدية عن كل وسائل تجيد فك رموز أحلامنا وتحويلها إلى واقع أكثر إشراقًا يعيد لقلوبنا بهجة الحلم ونثبت بأننا بحق قادرون على صنع المستحيل متى ما قررنا المضي في طريق التحدي مع الحياة وبداية صفحة جديدة بعيدًا عن ذلك الضياع والسير في (حلقة مفرغة لا نهاية لها)!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
