Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

وداعا شهر البركات

A A
اليوم نقول لشهر رمضان المبارك وداعًا، سائلين المولى أن يتقبَّل مِنَّا الصيام والقيام، وغيرها من أعمال البر المختلفة، ولكن في الوقت نفسه يجب علينا أن لا نقول وداعًا لتلك الأعمال الخيِّرة، ولا نقول وداعًا لكل الخصال الطيبة التي اكتسبناها في رمضان، فلا ننقض ما قدمناه من عهود، ولا نلغي ما تعوَّدنا عليه طوال الشهر من خصالٍ حسنة، ولا ما أكدنا فيه من وعودٍ ومن مواثيق للاستمرار في تطبيق الأمور الإيجابية، ولا نوقف ما بدأنا في تأسيسه من برامج وأنشطة تحفيزية، وإذا كُنَّا نقول وداعًا يا رمضان، فيجب علينا أن لا نقول وداعًا للالتزام بأداء الصلوات في وقتها، والمحافظة على الخصال الحسنة التي اعتدناها في رمضان، من حفظ للسان وتنظيم للوقت وصلة للأرحام وزيارات الأقارب والأصدقاء وتقديم الصدقات، فمِن الجهل أن يهدم الإنسان ما سعى لبنائه على مدار شهر كامل، ومن الحمق أن يقطع الإنسان بيديه صفحات بيضاء بقي شهرًا كاملًا يكتب فيها، ويُعوِّد نفسه الالتزام بها، فإذا به فجأة يلغي ذلك كله ليعود على ما كان عليه من إسراف وضياع.

انتهى الشهر المبارك، الذي قبل فترة وجيزة كُنَّا ننتظره بفارغ الصبر، وكُنَّا ندعو الله أن يُبلّغنا إيَّاه، وبعد أن بلغنا إيَّاه فرحنا فيه بالصيام والقيام، وأخذنا نسأله تعالى أن يُبلِّغنا العشر الأواخر؛ لننال بركتها، ونحظى بأجر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وبعد أن بلَّغنا الله العشر الأواخر، ها نحن نسأله أن يتقبل مِنَّا أعمالنا في هذا الشهر المبارك، وأن يُعيده علينا وعلى وطننا الكريم وأمتنا العربية والإسلامية وهي في حال أفضل مما نحن فيه اليوم.

نقول وداعًا لشهر البركات، ونحن لا نعلم هل سيعود علينا مرةً أخرى ونحن فوق الأرض أم تحتها؟ فما أجمله من شهر، كانت لياليه مباركة، فقد نزلت فيه الرحمات، ودمعت فيه العيون، وخفقت القلوب، وزاد العطاء، وكثر التواصل وقرب البعيد وعم التسامح والود والإخاء، فليس من السهل أن نُودِّع بعد هذا كله شهر أسهم في إيجاد مثل هذا التغيير الإيجابي في حياتنا.

نُودِّع رمضان اليوم ونحن نرفع أيدينا بأن يحفظ الله قيادة هذا الوطن، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يُؤيِّد بنصره أبطالنا البواسل في الحدود، ويُعيدهم إلى أهاليهم سالمين غانمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store