Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

تعاقُد بإحسان وافتراق بعرفان!

الحبر الأصفر

A A
بَعد فَرض الرّسُوم عَلَى المُقيمين، وتَصحيح بَعض المَسَارَات فِي نِظَام العَمَل، واستحدَاث أَنظِمَة جَديدَة تَخصُّ مَن يَعملون فِي السّعوديَّة، بَدَأَ بَعض المُقيمين والعَاملين؛ الذين تَشرَّفنَا بالعَمَل مَعهم؛ يُغَادرون السّعوديَّة، ومَع هَذه المُغَادرَة، مِن الجيِّد أَنْ تَأتي رَسَائِل المَحبَّة والشُّكر والعِرفَان مِن الطَّرفين، لأنَّ كُلّ طَرف استفَاد وتَعلَّم؛ واكتَسب خِبرَة مِن الطَّرَف الآخَر، فالأوَّل قَد استثمَر ووَفَّر العَمَل، والثَّاني قَد عَمل مَشكورًا بجُهدٍ وإخلَاص..!

قَد يَكون البَعض ذَهَب، وفِي نَفسه غَصَّة مِن أَلم الفرَاق والبُعد، وقَد يَكون البَعض ذَهَب، وهو حَزين عَلَى تِلك الأيَّام الجَميلَة، التي قَضَاهَا بَينَنَا، ومِن تِلك النَّمَاذج، صَاحِب هَذه الرِّسَالَة، التي أَنشُرهَا -هُنَا- لصَديقٍ سُودَاني كَريم اسمه «معاذ أبومشتهى»، كَان يَعمل مُصوِّرًا فِي المَملَكَة، حَيثُ قَضَى مَعنَا سَنوَات، وهو يُصوِّر برنَامج «كورة»، وبرنَامج «يَا هَلَا»، وبرنَامج «الميدَان»، وبرنَامج «يَا هَلَا بالعَرفج»، فِي قَنوَات رُوتَانَا، وقَبْل أَيَّام غَادرنَا إلَى السُّودَان، وبَعثَ بهَذه الرِّسَالَة الوَدَاعيَّة الوَادِعَة، المَليئَة بالحُبِّ والصِّدق، والعَوَاطِف النَّبيلَة..!

يَقول صَديقي معاذ: (الأُستَاذ اليَتيم الدّكتور أحمد العرفج: لقَد كُنتُ ضَيفًا عِندكم، وكُنتَ نِعم الأَخ والصَّديق لِي فِي الغُربَة، وكُنتَ – أيضًا- نِعم المُربِّي والمُعلِّم؛ الذي تَعلَّمتُ مِنه الكَثير، حَيثُ كُنتُ أَنتَظر حَلقَاتك، لأَتشرَّف بسَمَاع مُحتوَاهَا، حَتَّى يَكون سَنَدًا لِي فِي الحَيَاة. جَزَاك الله خَيرًا عَلَى حُسن المُعَاملَة، والأخوّة الصَّادِقَة والنَّقيَّة..!

أكتُب اليَوم إليكَ لأُودِّعك وأَنَا فِي صَالة المَطَار؛ لمُغَادرة أَرض المَملَكَة نَهَائيًّا. وأَطلب مِنكَ العَفو أوَّلًا عَن أَي تَقصير، وأَتمَنَّى أَنْ أَكون تَركتُ ذِكرَى طيِّبَة لَديك. يُحزنني وَدَاعك، لَكن أَدعو الله أَنْ يَجمعنَا فِي الجَنَّة بإِذن الله، وقَبلَ ذَلك طَبعًا، سأَنتَظر زِيَارتك للسّودَان كَمَا وَعدتَنِي).. انتهت!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ أَهمس فِي أُذن أَخَي مُعاذ قَائِلًا لَه: لقَد كُنتَ إضَافَةً لَنَا، ومِثَالًا للالتزَام بالحضُور والانضبَاط فِي العَمَل، وقَد أَحبَبْنَاكَ مِثلمَا أَحبَبْتَنَا، وهذا الكَلام لَيس مُوجَّهًا لشَخصٍ فَقَط، بَل أَيضًا أُوجّهه لمُعظم إخوَتي مِن أَهل السُّودان، سَواء الذين تَتلمَذتُ عَلَى يَديهم فِي الجَامِعَات، أَو الذين عَملتُ مَعهم فِي الدَّوَائِر والُمؤسَّسات، أَو الذين رَبَطتنِي بِهم وَسَائِل المَودَّة والمَحبَّة فِي سَاحِةِ الحَيَاة..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store