Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

تكنيك الجشع!!

A A
ثقافة الاستغناء والتحكُّم في الرغبة هي إحدى الثقافات التي كانت تتصدى بقوة لثقافة الاستهلاك العظيم التي صدَّرها الغرب للمجتمعات الشرقية، وأصبح المواطن فيها خاضع لكل ما تفرضه من أسلوب استهلاكي يستهدف ليس فقط أمواله، بل وحياته ومستقبله.

** **

وقد أصبح مفهوم التنمية، مع الوقت، يتعلق بإثارة الرغبة أو حتى بخلقها خلقاً. إنها الرغبة المنفلتة التي كان سوفسطائيي أثينا القديمة، يرون أنها أكبر حافز لتشجيع الإنسان على العمل والإنتاج. فالخير كل الخير أن يكون للإنسان رغبات قوية قدر الإمكان، وأن يجد الوسيلة لإشباع تلك الرغبات. هذا النهج الاستهلاكي، الذي يعتمد على تكنيك «الدعاية والتسويق» الذي يعمل به الغرب اليوم، أسماه أحد الباحثين الصينيين بـ»تكنيك الجشع».

** **

ويقوم «تكنيك الجشع» على عدد من المبادئ أو العقائد يمكن تلخيصها في التالي:

* الإنتاج أكثر فأكثر وأسرع فأسرع، لأي شيء نافع أو غير نافع، ضار أو حتى قاتل. المهم هو العمل على خلق احتياجات مصطنعة نمطية، تفتح الباب على مصراعيه أمام الشركات المتعددة الجنسية للتوغُّل في اقتصاديات وأسواق الدول النامية. وهكذا ارتفع حجم الإنفاق العسكري في العالم أجمع بنسبة تساوي 150 في المئة مقارنةً بحجم الإنفاق العسكري قبل 16 عاماً، حيث قفز من أكثر من 1.1 تريليون دولار عام 2001، إلى نحو 1.69 تريليون دولار عام 2016.

* المبدأ الثاني هو الإيمان بالتقدم. حيث يُعرف التقدم بأنه «فعالية متزايدة في فن تدمير الطبيعة والإنسان».. ومثالاً على هذا النوع من التطور أن تيمورلنك استغرقته عدة أيام لقتل 70 ألف نسمة عندما فتح دمشق، بينما لم يستغرق الأمر في هيروشيما إلا سبع ثوان فقط!!

#نافذة:

بينما ينفق العالم على الأسلحة كل عام ما يكفي لوضع حوالي 9 أطنان متفجرات داخل رأس كل ساكن في الكوكب. هناك 850 مليوناً من البشر يموتون دون أن يجدوا لقمة توضع داخل أفواههم؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store