Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

كداب.. ونص كلامك كدب

A A
يُقال: إن أعذب «الحب» أكذبه، وتُكرس هذه المقولة القصة التي كتبها الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس في قصته: (أنا لا أكذب ولكني أتجمَّل)، التي تحوَّلت إلى فيلم قام فيه الفنان أحمد زكي بدور شاب فقير يتظاهر أمام رفاقه بالكلية بأنه من أسرة ميسورة وغنية، يقع في حب إحدى زميلاته، وهي من عائلة ثرية، تهجره عندما تكتشف كذبه، فيتفاجأ هو بقرارها، ويحاول أن يُبرِّر لها بأن ما فعله هو أمر يفعله الجميع، رجالاً ونساءً، فهو لم يكذب عليها بمشاعره، ولكنه كان يتجمَّل، ويحاول تحسين صورته.

** **

وتقول إحدى الأغاني جميلة اللحن والأداء للفنانة فاتن فريد، وكأنها تستعرض هذه الظاهرة، وتبرر القبول بها من منطق أعذب «الحب» أكذبه:

«أنا عارفاك يا حبيبي نص كلامك كدب

لما تقولي كرهتك يبقى صحيح بتحب

دانا عارفاك وأنا فهماك

كداب ونص كلامك كدب

نفسي اتعلم زيك واقدر اكدب زيك

وابقى في عز الصدمة وآجي واقول ازيّك

دانا عارفاك وأنا فهماك

كداب ونص كلامك كدب».

** **

يبقى.. هناك أخيرًا مَن يكذب طبعًا وتطبعًا، ويمعن في الكذب إلى درجة الإدمان.. ومثل هؤلاء مثل بيّاعي الكلام الذين عادةً ما يكونون مهيئين بقاموس من كلمات الكذب والتدليس، يستعملونها لإقناع الناس بسلامة نهجهم وإخلاصهم ودأبهم الكبير على العمل، والإيماء بكل أريحية بأنه لولا جهودهم الجبَّارة لما تم إنجاز شيء، لينتهي الأمر بفشل لا يطالهم وحدهم، بل ويجرّون وراءهم المؤسسات التي يكذبون باسمها، لكن يظل حبل الكذب قصير.. مهما طالت الألسن!!

#نافذة:

إن ظميت أشرب من اليأس أعذبه

يا وعود ما لها فرحة وعيد

اكتشفت أن أعذب الحب أكذبه

اكذب أغلى لك ترى حبك يزيد

السامر

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store