منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى هذه اللحظة، وبلادنا تواجه العديد من التحديات الدولية والإقليمية، وقبلها عاشت بلادنا في ظروف حرب إيران والعراق التي استمرت سنوات عديدة، وقضية الأزمة الأفغانية، وحرب الخليج، وما أسموه بالربيع العربي الذي ألقى بظلاله على العديد من الدول، والحرب في اليمن من أجل إعادة الشرعية لها وحماية حدود الوطن، فضلًا عن الأحداث المتنوعة في العالم العربي. لم يشعر المواطن السعودي بنقص في الغذاء أو الماء والكهرباء أو الوقود، وعاش في جو آمن، وكأن بلاده ليست لها علاقة بكل الحروب والأحداث المحيطة، ثم انخفضت إيرادات النفط الذي كان يمثل 93% من دخل الدولة خلال الثلاث سنوات الماضية، فكان لابد من إعادة الهيكلة في معظم الوزارات والمؤسسات الحكومية والبحث عن مصادر دخل أخرى تكتب الديمومة لعجلة التنمية ومواجهة التحديات المتنوعة.
قامت الدولة مشكورة بمحاربة الفساد المالي والإداري، وبدأت بمحاربة الترهل، وتم ضخ دماء جديدة في العديد من المرافق، وكان لابد من خطة إستراتيجية ورؤية واضحة وتصحيح لمسارات عديدة وملفات قديمة كانت تنتظر أن يُنفض عنها الغبار، وعلى المستوى التقني تم تحقيق نجاحات متلاحقة لاسيما في قطاعات وزارة الداخلية بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن، والمنظومة الأمنية تمت إعادة هيكلتها.
تحاول بلادنا التخفيف من أعداد الوافدين المتزايدة، فكانت هناك بعض الإصلاحات التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن. أما المرأة نصف المجتمع ومنذ خطوات التمكين في عهد الملك عبدالله وحتى الآن وهي تحظى بعناية فائقة، آخرها تمكينها من حقها في قيادة السيارة، وغير ذلك من قرارات ليست موضوع بحثنا هنا.
في المرحلة التصحيحية ونتيجة لخروج بعض المقيمين وفرض بعض الرسوم أثَّرت على الدورة الاقتصادية بشكلٍ ملحوظ، وتأثَّر العديد من صغار التجار وتجار الشنطة، ومن كان معتمدًا على التستُّر، وأصبح سوق العمل يشوبه بعض الاضطراب الذي نأمل ألا يطول. في المقابل هناك إنجازات جميلة لمعضلة المواصلات، فهناك انفراجات قريبة لتفعيل نظام المترو وحافلات النقل داخل المدن وخارجها، وقطار الحرمين سينتقل من المرحلة التجريبية إلى التشغيل الدائم خلال شهرين، وكذلك بدأ مطار الملك عبدالعزيز في التشغيل التجريبي منذ منتصف رمضان، ويتدرج لكل الرحلات الداخلية والخارجية.. (وللحديث بقية).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
