Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

إجازة بدون ديون

A A
من الأمور التي قد يضطر بعض الأشخاص للجوء إليها من أجل إنجاز بعض الضروريات في حياتهم هي الاقتراض، ويُعرف القرض بأنه أحد وسائل الاستدانة من البنوك أو بعض الأفراد لإنجاز بعض المهام أو البرامج، والتي تحول الإمكانات المادية الحالية للفرد من إنجازها مما يضطره إلى الاقتراض، وهناك أنواع من القروض، فمنها ما هو استثماري، ومنها ما هو تجاري، ومنها ما هو استهلاكي، مثل شراء السلع المعمّرة، كالسيارات أو العقار أو غيرها.

بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك وما تخللته من مصروفات استهلاكية كبيرة لدى العديد من الأسر جراء الالتزامات الاجتماعية والعادات والتقاليد، فإن البعض قد يضطر اضطراراً للجوء إلى الاقتراض سعياً لإنهاء أزمة مالية خانقة يحتاج إلى سيولة لمعالجتها، ولذلك فإنه يتوجه إلى بعض البنوك سعياً للحصول على قرض، ولكن من الملاحظ في السنوات الأخيرة أن الاقتراض -والذي قد أصبح أحد أهم المشاكل الاقتصادية لبعض الأسر في مجتمعنا- قد أصبح لأسباب غير ضرورية، وفي مقدمتها السفر أو السياحة أو شراء سيارة باهظة الثمن أو مجوهرات... وغيرها من الأمور الكمالية، والتي ساهمت بعض البنوك في تشجيع مثل هذا التوجه، وذلك من خلال عمل برامج إقراض متخصصة وبطاقات ائتمان لمثل تلك القروض.

في الوقت الذي قد تعاني فيه بعض الأسر في مجتمعنا من قلة الموارد المالية، فإنها في الوقت نفسه تعاني أيضاً من سوء استخدام الموارد المتاحة، وذلك على محدوديتها، بل وإن بعضهم -وإن توفَّرت له بعض السيولة في بعض الأحيان- لا تكون لثقافة الادخار وجود في حياتهم مطلقاً، مما يساهم في زيادة الوضع المادي سوءاً.

بعض أرباب الأسر أصبح مدمناً على الكماليات والإفراط في الاستهلاك، ولو كان هذا الأمر من خلال اللجوء للقروض البنكية أو الاستدانة أو رهن الشيكات أو التخلي حتى عن بعض الأساسيات من أجل الرفاهية أو الاستمتاع ببعض الترفيه أو السياحة والسفر، دون مراعاة لوضع الخطط المالية المناسبة، أو الظروف المستقبلية أو غيرها من الأوضاع المعيشية الطارئة.

البعض قد لا يسعفه محدودية دخله على الادخار، وفي هذه الحالة يجب عليه مراجعة مصروفاته اليومية والأساسية، وترشيد استهلاك الخدمات العامة، والتدقيق في بنود الصرف بكافة تفاصيلها، والنظر فيما هو ضروري وأساسي وعاجل ولابد منه، ومعرفة ما يمكن الاستغناء عنه وما لا يمكن، إضافةً إلى البحث عن مصادر دخل إضافية مختلفة، وذلك من خلال الاستفادة من كافة الإمكانات المتاحة، خصوصاً مع تقدُّم المجال التقني ووسائل التواصل الاجتماعية.

انتهى رمضان والعيد، وبدأت لدى بعض الأسر الإجازة الحقيقية، ولذلك فليحرصوا على أن يجعلوها إجازة بلا ديون، وأن يستمتعوا بأوقاتهم، وذلك في إطار ميزانية تتناسب مع ظروفهم المادية، فالأساسيات أهم بكثير من الكماليات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store