اعتاد كثير من الناس عند شراء أي منتج، أن يقوم باستلامه دون أن يقرأ البيانات المدوَّنة عن ذلك المنتج، بل وفي بعض الأحيان يقوم أحدنا بطلب شراء بعض الأغراض أو حتى بعض الوجبات والمواد الغذائية، ويتم استلامها دون أن يقوم بالتأكُّد منها، ولا معرفة ما إذا كانت تلك الطلبية هي نفسها التي قام بطلبها، أم أنها تخص شخصًا آخر، أو أنها لا تتوافق مع ما قام بطلبه
.
يفتقد بعض المستهلكين من أفراد المجتمع إلى الوعي بضرورة تفقُّد المنتجات التي يتم شراؤها، وفي هذا الصدد أجرت الهيئة العامة للغذاء والدواء دراسة عن سلوك المستهلك عند شراء المنتجات الغذائية في منافذ البيع، وقياس مدى وعيه تجاه بعض العبارات والمصطلحات الغذائية مثل: (تاريخ الصلاحية) وغيرها من المعلومات الأساسية للمنتج، وقد تجاوز عدد المشاركين في الدراسة 1200 فرد تم جمع بياناتهم من 7 مدن حول المملكة، وتبيَّن مِن سلوك المستهلك عند الشراء أن 12 % يُراجعون القِيَم الغذائية للمنتج، و21 % يراجعون تاريخ الإنتاج، و28 % يراجعون تاريخ انتهاء الصلاحية، في حين أوضحت الدراسة أن 6,2 % يراجعون بلد المنشأ، و2,3 % فقط يتأكدون ما إذا كان المنتج يحتوي على أحد العناصر المُسبِّبة للحساسية، في حين وجدت الدراسة أن 55 % من المستهلكين لم يراجعوا أو ينظروا إلى أي معلومات موجودة على المنتج الغذائي
.
معظمنا يقوم بشراء العديد من المنتجات الغذائية يومياً، ويجد عليها بعض المصطلحات الغذائية مثل: (طبيعي) أو (معالج) أو (غير معالج) أو (محلي) أو (كامل) أو (عضوي)، أو غيرها من المصطلحات الموجودة على تلك المنتجات، والتي قد يكون السبب في كتابتها وجود اشتراطات من قِبَل بعض الجهات الحكومية أو المصانع المنتجة أو الشركات المصدرة، وبالرغم من أن بعض تلك الكتابات تكون بخطٍّ صغير وغير واضح؛ ما يجعل الكثير لا يهتم بقراءة تلك المصطلحات، والبعض ممن قد يقرأها فإنه لا يلقي لها بالاً، ولا يحرص على فهم معناها
.
نحتاج إلى المزيد من التوعية للمستهلكين؛ لكي يحرصوا على الاطلاع على البيانات المكتوبة والمدوَّنة على ما يقومون بشرائه أو استلامه من منتجات، بغض النظر عن نوعيتها، فمثل تلك التوعية ستُسهم في إعطاء فكرة شاملة ودقيقة للمستهلك عمَّا قام بدفع ثمنه، وسيتم اقتناؤه أو تناوله، في حال كان طعامًا أو موادّ غذائية؛ ليتأكد من حاجته الفعلية لما قام بشرائه، وأنه مُطابق لما يُريده، ومستوفٍ المواصفات كافة، التي كان يتطلع إليها عند الشراء.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
