Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

بنوكنا في العيد!!

A A
يبدو أنّ بنوكنا لا تكتفي بإغلاق فروعها في العيد ومنح منسوبيها إجازة، بل هي كذلك لا تكترث بحالة ماكينات صرف وإيداع النقود التي هي همزة الوصل شبه الوحيدة بينها وبين عملائها في إجازة العيد!.

عملاء كثيرون لكلّ البنوك السعودية يشتكون من تعطّل ماكينات الصرف والإيداع في العيد، أو خلوّها من المال في حالة الصرف، أو انحشار بطاقاتهم البنكية داخل الماكينات وعدم تمكّنهم من إخراجها منها، وبالتالي إعلان إفلاسهم المؤقت في العيد حتّى موعد عودة البنوك للدوام بعد العيد، فضلًا عن الأخطاء الكثيرة في حساباتهم البنكية التي تتراوح بين الأخطاء السخيفة والأخطاء المُؤثِّرة!.

وبالطبع تتحجّج البنوك بإجازة العيد، وهي حُجّة سخيفة وغير مقبولة، وتُشبه تحجّج أقسام الطوارئ في المستشفيات إن لم تُقدِّم خدمات العلاج والإسعاف بسبب الإجازات!.

وبنوكنا من أكثر البنوك أرباحًا على مستوى العالم، ويُفترض أنّها قد اكتسبت الخبرة، وأنّ لديها الإمكانات المادية التي تضمن استمرار خدماتها بنفس الوتيرة طيلة العام، بغضّ النظر عن أيّ إجازة، ويُفترض أنّها قد أنفقت من هامش أرباحها ما يكفي لفعل ذلك بلا أدنى خلل، وإلّا كان الخلل فيها وفي طريقة إدارتها لأموال الناس في الإجازات!.

وهنا أتساءل وحُقّ لي أن أتساءل: متى تتخلّص بنوكنا من إستراتيجية «دفع التكلفة الأقلّ مقابل نيْل الربح الأكثر؟» فهي إستراتيجية ظالمة للعملاء؟ وفيها تطفيف للمكيال، حيث تستوفي حقوقها من الناس على داير ريال، بل على داير هللة، وإذا وزنتهم أو كالتهم تُخسّرهم خسرانًا مُبينًا، ومتى تتحسّن خدماتها ومرافقها وحاسباتها وماكيناتها الرديئة؟ ومتى تنبذ أزمة عدم إدراكها للمفاهيم البنكية الحديثة؟ ومتى تحرص على القيمة العالية لعملائها في ميزانها المُختلّ؟.

وأخيرًا وليس آخرًا، متى تتحلّى مؤسّسة النقد بصفتها الجهة الحكومية الرقابية على البنوك بالصرامة المأمولة لإلزام البنوك بتحسين خدماتها وعدم الإضرار بالعملاء!.

هل تذكرون الفنّان المصري الراحل «محمود شكوكو» عندما كان يقول في مواويله: يا ليل ما أطولك!.

أنا أقول: يا ليل عملاء البنوك، ما أطولك!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store