Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

ما صديقنا إلا أنا!!

A A
تغريدة كتبتها أخيرًا في صفحتي في "تويتر"، وصفحتي على الفيس بوك نقلًا عن مقولة للثائر وبطل حقوق الإنسان الأمريكي "مارتن لوثر كنغ"، المدافع عن حقوق السود، أو ما أصبح يُطلق عليهم (الأمريكان الإفريقيين Afro-American) قال فيها:

" في زمن الماديات، أصبح الجلوس بمفردك أجمل من جلوسك مع أشخاص ينظرون إلى ماركة حذائك قبل عقلك".

وعقَّبت على التغريدة قائلًا: "هذا ما بتُ أفعله شخصيًا اتباعًا لمقولة: "ما صديقك إلا أنت"!!

** **

والواقع أن المقولة السابقة تعود ملكيتها الفِكرية لرئيس النصر السابق سمو الأمير "فيصل بن تركي" في أحد تصريحاته، حيث قال فيها جملته المشهورة: "محد صديقنا.. ما صديقنا إلا أنا". رأيتُ فيها بُعدًا نفسيًا وفلسفيًا ينطبق على كثير منَّا عندما يخذلهم الزمن بمختلف تداعياته.

** **

هذا اليقين.. أقصد به طلب العُزلة عن الناس، والتلاقي مع النفس.. يزداد رسوخًا عندما أنظر حولي، أو أُتابع ملاسنات كثير من المُغرِّدين على موقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح "سداح مداح"، لا قيمة فيه إلا للبهلوانات وأصحاب الصوت "الوقح"، الذين يُبادلونك الرأي بالشتم والكلمة باللكمة!! لذا فحين يُفكِّر البعض بالعُزلة، فلأنه لا يجد نفسه من خلال بعض المواقع والأماكن والتجمعات، فيأخذ حينذاك بمقولة الشاعر الفلسطيني "محمود درويش" الذي يقول:

(في العزلة كفاءةُ المُؤْتَمَن على نفسه -

يكتب العبارة، وينظر إلى السقف. ثم

يضيف: أن تكون وحيدًا.. أن تكون قادرًا

على أن تكون وحيدًا هو تربية ذاتيَّة.

العزلة هي انتقاء نوع الأَلم، والتدرّب

على تصريف أفعال القلب بحريّة العصاميّ.. أَو

ما يُشبه خلوَّك من خارجك وهبوطك الاضطراري

في نفسك بلا مظلَّة نجاة).

#نافذة:

مُملَّة الوحدة.. لكنها أكثر إنصافًا من ضجيج يمتلئ بالنفاق.

جبران خليل جبران

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store