Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

إشاعة المحبة بين المسلمين في الشهر الكريم

وسيكون جميلًا لإشاعة روح الفرح والأمل بين المصلين توجيه هؤلاء الأئمة من قِبَل وزارة الشؤون الإسلامية بالتقيُّد بآداب الدعاء الذي علّمنا إياه رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، دون تكلُّف أو بكاءٍ وعويل، وإشاعة المحبة بين المسلمين

A A
ومرت أيام شهر رمضان المبارك سريعًا، وهذا شعور كل مِنَّا عندما يُغادره ضيف خفيف الظل حلو المعشر، مكث بيننا دقائق، فما بالنا لو أن مكوثه بيننا كان لساعات، فكيف الحال عند مغادرة مَن أسعدنا بقدومه وإقامته بيننا شهرًا كاملًا، وكان مُحفِّزًا لغالبيتنا على التمعُّن في كتاب الله، وفي سيرة نبينا الكريم، وفَتَح لنا أبواب توثيق صلاتنا مع الأهل وذوي القربى والجيران والمعارف، وعلَّمنا أن نذكر بالخير كل مَن أكرمنا، وكل من له فضلٌ علينا، وأن نتناسى تصرُّف مَن أساء إلينا، وشجَّعنا على مد يد العون والإحسان لكل مَن ضاقت عليهم سُبل الرزق، ومواساة كل مَن فقد قريبًا أو عزيزًا، ومُهنِّئين كل من رُزِقَ بمولود، وكل مَن كتب الله له السلامة من مرض، وهي أمور تحصل على مدى الأيام، غير أن لحدوثها في شهر رمضان وقعٌ طيب في النفس، مقترنٌ بالفرح والسرور. فغريب جدًّا البكاء والعويل الذي يمارسه قلة من أئمة المساجد، وهم يُردِّدون دعاء القنوت في ختم القرآن في العشر الأخيرة من الشهر الكريم، فالنِّعم التي أكرمنا الله بها في هذا الشهر المبارك توجب علينا مقابلتها بالشكر والامتنان، وبالدعاء أن يكتب الله لنا ولكافة المسلمين العودة لأمثالها عشرات المرات، لا بتقليد الصفويين، الدخلاء على العقيدة، في البكاء والعويل، ليُظهروا حزنهم المزيّف على استشهاد الحسين -عليه السلام-، فالحزن على الفقد، كما علَّمنا رسولنا الكريم يُقابَل بالدعاء والعمل الصالح والتسامح والتعاطف.
ولنا في سلوك رسولنا الكريم أسوة حسنة، فَقَد فَقَدَ حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، كما فُجِعَ بفَقْدِ جميع أبنائه في حياته ما عدا السيّدة فاطمة -رضي الله عنها-، وإنها -وربِّ الخلق- لمن أشد ما يصيب الإنسان في دار الفناء، فكان يستقبل هذا البلاء باليقين والصبر، والرضا بقضاء رب العالمين، فما كانت تتعدى ردَّةُ فعله سيلانَ عبراته الشريفة على خَدَّيْهِ الكريمين، وتعود الحياة إلى ما كانت عليه من عملٍ ونصب، وإلى الابتسامات المشرقة التي تشيع الرضا بما كتب الله.. وسيكون جميلًا لإشاعة روح الفرح والأمل بين المصلين توجيه هؤلاء الأئمة من قِبَل وزارة الشؤون الإسلامية بالتقيُّد بآداب الدعاء الذي علّمنا إياه رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، دون تكلُّف أو بكاءٍ وعويل، وإشاعة المحبة بين المسلمين، حيث قال تبارك وتعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْـمُتَكَلِّفِينَ).. والله الهادي إلى سواء السبيل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store