Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

توسيع الأقوال في يوميات الأطفال والأجيال

الحبر الأصفر

A A
عِندَما تَبنِي بَيتاً، لَا تَعلَم هَل أَنتَ الذي بَنيته، أَم هو الذي بَنَاك وشَكَّلك، مِن خِلال الحَي الذي تَسكنه، والبيئَة التي تُحيط بِك؟.. وعِندَما تُربِّي ابنَك، لَا تَعلَم هَل أَنتَ الذي رَبّيته، أَم هو الذي رَبَّاك، مِن خِلال تَغيير بَعض السّلوكيات السّيئَة، لتَكون قُدوَة لَه؟.. هَذه أَفكَارٌ بَسيطَة حَول يَوميَّات؛ تَتنَاول صِرَاع الرِّجَال مَع الأَطفَال والأَجيَال:

(الأحد): كَان الإمَام "علي بن أبي طالب" –رَضي الله عَنه- ثَاقب الرُّؤيَة، عِندَما وَضع قَاعِدَة لاختلَاف الأَجيَال، فقَال: (لَا تُكرهوا أَولادَكُم عَلَى آدَابِكُم، فإنَّهم خُلِقُوا لزَمَانٍ غَير زَمَانِكُم)..!

(الاثنين): عِندَما تَجلِس مَع كِبَار السِّن، يَزعمون أَنَّ جِيلهم وَاجَه مُعَانَاة ومَتَاعِب، وعِندَمَا تَقرَأ عَن الجيل الذي قَبلهم، تَجد أنَّهم يُبَالغون أَكثَر؛ فِي وَصف مَتَاعِب جِيلهم، وهَكَذا لَا نَدري مَن الصَّادِق؟.. لقد انتبَه الرِّوَائِي الكَبير "جورج أورويل" لهَذه النُّقطَة، فقَال: (يَتخيَّل كُلّ جِيل أنَّه أَذكَى مِن الذي سَبقه، وأَكثَر حِكمَة مِن الذي يَليه)..!

(الثلاثاء): لَا تَتعجَّبوا مِن أَنَانية الأطفَال، فهي غَريزَة لَديهم، لأنَّ الطِّفل لَا يُفكِّر إلَّا بنَفسهِ، وكُلُّنَا مَررنَا بالطّفولَة، وبَعضنَا –مِن أَمثَالي- مَازَال طِفلا، لِذَلك نَفهم هَذا الأَمر بسهُولَة، ولَسنَا بحَاجةٍ إلَى تَحليل عَالِم النَّفس "سيجموند فرويد" حِين قَال: (الأَطفَال فِي غَاية الأَنَانية، فهُم يَحسّون بحَاجَاتهم بشدّة، ويُناضِلُون بقسوَة لإشبَاعهَا)..!

(الأربعاء): الأَب قَد يُغيِّر مِن سلُوكيَّاته مِن أَجل ابنه، فمَثلاً، قَد يَتوقَّف عَن التَّدخين مِن أَجل ابنه؛ الذي يَرَاه القدوَة لَه فِي الحيَاةِ الدُّنيَا، فمَثلاً، أَعرف صَديقاً كَان يَرمي المُخلَّفَات مِن نَافِذة السيَّارة، وحِين رُزق بالأطفَال، أَصبَح يَتظَاهر أَمَامهم بالالتزَام، برَمي المُخلَّفات فِي سلّة النِّفَايَات، حَتَّى يُقلدونه، ثُمَّ تَعوَّد مَع الزَّمَن؛ عَلَى رَمي النِّفَايَات فِي الأَمَاكِن المُخصَّصة لَهَا، مِن هُنَا لَا نَعلَم مَن الذي رَبَّى الآخَر؟.. وفِي ذَلك يَقول شَيخنا "أبوسفيان العاصي": (أنتَ تُربِّي طِفلك وطِفلك يُربِّيك)..!

(الخميس): قَاعِدَة "العَصَا لمَن عَصَى"، لَا تُجدي دَائِما، بَل هُنَاك نَظريَّات تَربويَّة جَديدَة تَقول: "إنَّ خَيرَ وَسيلَة للتَّوجيه هي الإقنَاع"، حَيثُ يَقول الأديب "تيرنس": (يَجب إرشَاد الأطفَال إلَى الطَّريق الصَّحيح؛ عَن طَريق الإقنَاع لَا القسوَة)..!

(الجمعة): قَبل الزَّوَاج، يَتفلسَف الرَّجُل كَثيراً، ويَضع نَظريَّات حَول الزَّوَاج، والتَّربيَّة والتَّنشِئَة، ولَكن حِين يَتزوَّج، يُصبح كُلّ ذَلك سَرَاباً، وقَد انتبَه إلَى ذَلك الفَيلسوف "جان جاك روسو"، فقَال: (قَبل أَنْ أَتزوَّج، كَان لَديَّ سِت نَظريَّات فِي تَربية الأطفَال، أَمَّا الآن، فعِندي سِتة أَطفَال، ولَيس عِندي نَظريَّات لَهُم)..!

(السبت): يَجب أَنْ نَقتَنع قَنَاعَة تَتمدَّد بالطّول والعَرض، لأنَّ الطِّفل يُقلِّد أَبَاه -خَاصَّة فِي مَرحلة الطّفولَة-، فهو مَثَله الأعلَى، وفِي ذَلك يَقول "غوته": (يُمكن للأبنَاء أَنْ يُولَدوا مُؤدَّبين، لَو كَان آبَاؤهم كَذلِك)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store