هل شراكات جامعاتنا حبر على ورق؟!

* (وُقِّعتْ في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية مذكرةُ تفاهم تتضمن شراكة استراتيجية بين كلية الأمير محمد بن سلمان للأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وجامعة ستانفورد الأمريكية العريقة والمتميزة دولياً في تلك العلوم؛ بحيث تَدعم الجامعةُ مرحلةَ البناء المؤسسي للكلية، وكذا تصميم محتوى برامجها الأكاديمية وفق معايير الجامعات العالمية...)؛ هذا ما نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس» يَوم الجمعة الماضية.

* مبادرة رائعة من القائمين على كلية الأمير محمد بن سلمان للأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة؛ فما أروع أن تكون أولى خطوات البدايات من محطة ما انتهى إليه الآخرون، لِلإفَادة من تجاربهم ونجاحاتهم، والبناء عليها للوصول للأفضل في مستقبل المحطات.

* وهنا خلال السنوات الماضية قامت الجامعات السعودية بتوقيع اتفاقيات تعاون وتفاهم مع أخرى خارجية؛ -ولكن وللأسف الشديد، ومع التقدير- القليل جدا منها تَـمّ تفعيله، وكان له إضافة في مجالي التعليم أو البحث العلمي؛ فأغلبها إما كانت مع مؤسسات أكاديمية ضعيفة كبعض الجامعات الإندونيسية والماليزية، أو كانت شَرفِيّة، وهدفها الحضور الإعلامي، وربما الوصول للسّفريات وانتداباتها؛ حيث وبالمصادفة معظم الشراكات تُوَقّع خارج المملكة؛ ولعل أقرب الشواهد والأدلة تواصل برامج الابتعاث الخارجي في تخصصات عديدة؛ كان يمكن توطين الدراسة فيها؛ لو نفَّذَتْ جامعاتُنا اتفاقيات تعاون ناجحة وفاعلة على أرض الواقع مع الجامعات العالمية المتخصصة!!

* أخيرا ولأنّ الشَرَاكات العلمية بين الجامعات مهمة، لما أنها تنقل التجارب وتختصر المسافات أرى أهمية أن تقوم وزارة التعليم، ومن خلال لجنة متخصصة بمراجعة كل الشّـراكات السابقة لجامعاتنا، ودراستها ومعرفة أهدافها، وهل فُعِـلتْ أم كانت حبرا على ورق؟، ومحاسبة القائمين على ما كان منها صُورياً أو وهمياً؛ وقبل ذلك وضع ضوابط للاتفاقيات تضمن الإفادة منها خلال مدة زمنية معينة؛ فبالتأكيد تلك الإجراءات ستعزز من الدور العلمي والتنموي للجامعات، كما أنها فيها ترشيد للمصروفات؛ وكل ذلك يتوافق مع التحول الوطني 2020م، ورؤية المملكة 2030م.