دارة الملك عبدالعزيز ودورها في خدمة التاريخ والتراث

* أسس هذه الدارة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- سنة 1392هـ الموافق 1972م بمدينة الرياض، وهي مؤسسة ثقافية تُعنى بتاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية، والدول العربية والإسلامية.

* ولعل من تابع ويتابع تاريخ ومسيرة هذه الدارة الناهضة، ممثلة في مسؤوليها، وفي طليعتهم أمينها العام الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالله السماري، المعروف بهمته وجده وإخلاصه، يجدها قد حققت آمالاً وطموحات كثيرة باتت مشاهدة وملموسة للعيان، محلياً وعالمياً، بل وتضاهي ما سواها بحثياً، وتاريخياً، وثقافياً، وأدبياً.. ناهيك عن اهتمامها بتأريخ الجزيرة العربية عامة، وتاريخ وسيرة جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مؤسس وموحد شمل المملكة العربية السعودية وباني نهضتها، وجهاده وبطولاته بصفة خاصة.


* ومن الاهتمامات الرائدة والموفقة في مسيرة هذه الدارة فتح مراكز للتأريخ في العديد من مدن المملكة التاريخية، كان آخرها (مركز الطائف التاريخي) المفتتح أخيراً برعاية جامعة الطائف وإسناد مهمة الإشراف عليه لإحدى الأكاديميات السعوديات المشهود لها بالجدارة في تولي مثل هذه المهمة.

* ومجمل القول: فإنه ليس بوسعي في هذه العُجالة أن آتي على كل إنجازات هذه المنشأة منذ إنشائها حتى الآن فهو يفوق الجُهد ومساحة المكان، ومن أراد الاستقصاء ففي مصادرها ما يُحقق الرغبة ويفي بالمطلوب.. ولكنني سأشير هنا إلى إنجاز أدبي قيّم صدر ضمن إنجازاتها المحمودة كان له صداه الواسع في الأوساط الأدبية والثقافية، لا يستغني عنه الباحث والدارس وطلاب العلم على حد سواء، ألا وهو (قاموس الأدب والأدباء بالمملكة العربية السعودية) صدرت الطبعة الأولى منه عام 2007م، والطبعة الثانية عام 1434هـ في ثلاثة أجزاء تليق بمحتواه شكلاً وإخراجاً.. وكانت قد شُكلت لإصداره لجنة باشراف الدكتور محمد الربيّع ولجنة علميّة من (13) عضواً و(65) باحثاً أكاديمياً تولوا كتابة سير من تنطبق عليهم الشروط.. وقد قوبل هذا المنجز الأدبي في طبعتيه الأول والثانية بالثناء وتقدير الجهود من جهة، وبعض الملاحظات البناءة من جهة ثانية.


* أذكر من المتابعين لذلك على سبيل المثال لا الحصر:

- متابعة: بعنوان (قاموس الأدب والأدباء لـ»الباحث الآخر») للكاتب والباحث القدير الأستاذ محسن علي السهيمي، نشرت في مجلة اليمامة بعددها رقم 2645 وتاريخ 22/6/1442هـ بزاوية (حديث الكتب) منها قوله (غاب عن القائمين بأمر القاموس أن مساحة كبيرة جداً تتمثل في جنوب منطقة مكة المكرمة، وتمتد من شمال محافظة الليث إلى جنوب محافظة القنفذة إلى شرق محافظتي العرضيات وأضم فيها أدباء بارزون كان المرجو من القائمين بأمر القاموس أن يضعوا باحثاً آخر أو أكثر، لهذه المساحة الشاسعة ليجمعوا ما يمكن جمعه من مادة عن أدب هذه المساحة وأدبائها الذين لهم نتاجاتهم الأدبية والفكرية، ولهم مؤلفاتهم، لكنهم سقطوا من القاموس حينما ركز الباحثون الآخرون المختارون من قبل القائمين بأمر القاموس على المحيط الأقرب وغاب عنهم الأدباء المنتمون لهذه المساحة الطرفية الشاسعة البعيدة عن المركز).

- متابعة أخرى: بعنوان (قاموس الأدباء الآمن) طبعه ثانية تستكمل نواقصه: كتبها الباحث الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي، نشرت في مجلة اليمامة أيضاً بعددها 2647 وتاريخ 6/7/1442هـ أيد فيها ما جاء في المتابعة الأولى للأستاذ محسن السهيمي مجملها قوله (ضرورة استكمال الأسماء الغائبة والتي لم يتضمنها القاموس).

** خاتمة: المشروع جميل وهدفه نبيل، وليس هناك ما يمنع من تسلسل أجزاء القاموس حتى تستكمل فيه كل الأسماء حاضراً ومستقبلاً، والعمل -أي عمل- هو من صنع الإنسان لا يرقى أحياناً إلى درجة الكمال، فالكمال لله وحده، وهو جهد تُشكر عليه الدارة، وسيظل مرجعاً أدبياً هاماً يرتوي من معينه كل مثقف وأديب.

أخبار ذات صلة

التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام
;
درسٌ من مطر!
قطع الطريق على المتحرِّشين
بيع بالمشعاب !
الموارد البشرية.. والوظائف الموسمية
;
الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله
اللاعب الموهوب.. واللاعب المصنوع
إدارة الموارد البشرية في عصر التقنية
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة(1)!