Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

محمد حسان: هناك فرق بين الدعوة والإفتاء

محمد حسان: هناك فرق بين الدعوة والإفتاء

أوضح الداعية المصري الشيخ محمد حسان أن حرية التعبير عن الرأي، بالنسبة للأفراد لا تتناقض مع مبادئ الإسلام مادامت منضبطة بالقرآن والسنة، وأنه يرى في توحد العلماء هدف أسمى يسخر له كل طاقته، وانتقد الف

A A

أوضح الداعية المصري الشيخ محمد حسان أن حرية التعبير عن الرأي، بالنسبة للأفراد لا تتناقض مع مبادئ الإسلام مادامت منضبطة بالقرآن والسنة، وأنه يرى في توحد العلماء هدف أسمى يسخر له كل طاقته، وانتقد الفهم الخاطئ الذي يختزل الشريعة الإسلامية في نظام الحدود، وفرق بين الدعوة والفتوى مشددا على أن المفتي لابد أن يكون عالمًا بكتاب الله، عالمًا بالعام والخاص، وعالمًا بالناسخ والمنسوخ، «الرسالة» تطرقت معه إلى مناقشة بعض قضايا الدعوة في ثنايا الحوار التالي:
عبّر عن قولك ورأيك منضبطًا بالقرآن والسنة ودع الآخرين يُعبّرون عن آرائهم
أرجو أن أرى في الأمة هيئة لكبار العلماء من أجل تحقيق المصالح العليا للمسلمين
الشريعة ليست قطعًا للأيدي أو رجمًا للخلق وجلدًا للناس ولا تختزل في الحدود
لا ينبغي لأحد قرأ كتابًا أو اثنين في العلوم الشرعية أن يفتي في الحلال والحرام
الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان أحد أقطاب السلفية الذين يتسمون بالمرونة الدعوية ويعتقدون أن السلفية ليست مجرد شكل وملبس وإنما هي منهج مستوحى من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، وتحسس خطى السلف الصالح
وفي حواره لـ»المدينة» أنه لا ينبغي وليس من حق أي أحد أن يحتكر الإسلام في قوله أو في طرحه، ليس من حقي أنا أن أقف حارسًا على بوابة الإسلام أو بوابة السلفية لأفتح الباب لمن أريد وأغلقه في وجه من أريد
وأكد أن الإسلام منهج حياة والشريعة هي العدل وهى الرحمة وهى الحق وهى التسامح وهى الحب وهى الإخاء وهى رفع الظلم وهى رفع الضيم والحفاظ على حقوق الآخرين وهى حماية لغير المسلمين، والشريعة ليست قطعًا للأيدي وليست رجما للخلق وجلدا للناس ومن يقول ذلك لا يفهم الشريعة ولا يعرف شروط الحدود ثم من يختزل الشريعة في الحدود ظالم لنفسه.
هناك ممن لا يفهمون حقيقة السلفية من يحاول احتكار الإسلام فكيف ترد على هؤلاء؟
لا ينبغي وليس من حق أي فرد أن يحتكر الإسلام في قوله أو في طرحه، ليس من حقي أنا أن أقف حارسًا على بوابة الإسلام أو بوابة السلفية لأفتح الباب لمن أريد وأغلقه في وجه من أريد فمن الذي نصبني ومن الذي نصب فلانًا حارسًا أو أمينًا على الإسلام أو أمينًا على طائفة أو أي منهج، أنا مسلم وأنت مسلم عبر عن قولك ورأيك منضبطًا بالقرآن والسنة ودع الآخرين يعبرون عن آرائهم في هذه الواحة الجميلة واحة الحرية المنضبطة، ولا أقصد الحرية المفلتة.
أسمى الأهداف
من الملاحظ وجود اختلاف بين علماء الأمة بمختلف توجهاتهم الفكرية فكيف يمكن العمل على عقد مصالحة بين العلماء وتوحيد الجهود لخدمة الأمة الإسلامية خلال المرحلة الحالية؟
أنا واحد من الناس أضع كل طاقاتي وقدراتي وكل ما أملك من أجل تحقيق هذا الهدف الذي هو من أسمى الأهداف التي أرجو الله عز وجل أن يحققها وأرجو أن أرى في الأمة هيئة لكبار العلماء وإن بدأت النواة في مصر بتكوين هيئة لعلماء الأمة من الأزهر وأنصار السنة والسلفيين والجمعية الشرعية وغيرهم أرجو الله أن تكون نواة حقيقية لهيئة كبار علماء الأمة على مستوى الأمة كلها، ولو اجتمعت هذه الهيئة وتكلمت لحسمت كل قضية، ولو قالت قولتها في أي نازلة لانتهى الموضوع وحسمت القضية وذلك كله من أجل تحقيق المصالح العليا للمسلمين في كل مكان وتوحيد جهود العلماء لمواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه أمة الإسلام في الوقت الراهن.
الشريعة عدل
هناك من يتصور أن تطبيق الشريعة يقتصر على الحدود وأن السلفيين سيسعون لتطبيقها بكل حزم حتى ولو كان بأيديهم فما تعليقك على ذلك؟
هذا مفهوم خاطئ وزعم باطل فالإسلام منهج حياة والشريعة هي العدل وهى الرحمة وهى الحق وهى التسامح وهى الحب وهى الإخاء وهى رفع الظلم وهى رفع الضيم والحفاظ على حقوق الآخرين وهى حماية لغير المسلمين، والشريعة ليست قطعًا للأيدي وليست رجما للخلق وجلدا للناس ومن يقول ذلك لا يفهم الشريعة ولا يعرف شروط الحدود ثم من يختزل الشريعة في الحدود ظالم لنفسه، فالشريعة لا تختزل في الحدود والحدود من أصل الشرع ولكن ارجع لعلمائنا وأقوالهم في إقامة هذا الجانب من الشرع ستجد أن الإسلام ليس دين متعطش للدماء، وإنما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-» ادرءوا الحدود بالشبهات»، فالشريعة عدل الله في أرضه فمن يطعن في دستور دولة يتهم بالخيانة العظمى فكيف من يتهكم على شريعة الملك الذي خلق، وهو وحده الذي يعلم من خلق ولا ينبغي أن نتهم الشريعة أو نحكم عليها بمجرد أن الأمة قد ابتعدت عن الشريعة ابتعادًا كبيرًا ولم تجنى ثمرة تطبيق هذا الشرع إلى هذه اللحظة؛ لأنه من الظلم أن يحاكم الإسلام بشريعته في سلوك المسلمين الذين ابتعدوا عن الإسلام وأنا أطمئن كل الخلق بأن الشريعة عدل ورحمة ورفع للظلم وتحقيق للمساواة ووجوب لحماية غير المسلمين.
الدعوة والفتوى
هناك خلط واضح على الساحة الإسلامية والدعوية بين الدعوة والفتوى.. فما الفرق بينهما؟
هناك فرق بين الدعوة إلى الله والفتوى وفرق بين الفتوى والحكم الشرعي، فالدعوة إلى الله عز وجل يقول فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بلغوا عني ولو آية.. وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»، ويجب على من يتصدر للدعوة أن يكون على علم وفهم وخلق، وأن يكون حكيمًا لينًا مؤدبًا متواضعًا، فقد قال الله تعالى لحبيبه -صلى الله عليه وسلم-: « فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، وشبابنا يخلط إلا من رحم الله تعالى بين مقامي الفتوى والدعوة، فمقام الدعوة هو اللين وفي ذلك يقول الله تعالى موجهًا سيدنا موسى وأخاه هارون في دعوتهما لفرعون: « فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى»، وأقول لشبابنا: إننا نتعامل مع نفوس بشرية فيها الإقبال والإدبار، فيها الخير والشر، فيها الحلال والحرام، فيها الفجور والتقوى، فيها الطاعة والمعصية، فلابد أن نكون على بصيرة بمفاتيح هذه النفس لنتغلغل إلى أعماقها، ولن نستطيع أبدًا أن ندخل إلى أي نفس بشرية لنبلغها دين الله إلا بالحب والأدب والتواضع والحكمة واللين والرحمة، وهذه أصول المنهج الدعوى الذي ربى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه،أما الفتوى فلها رجالها فالمفتي لا بد أن يكون عالمًا بكتاب الله، عالمًا بالعام والخاص، وعالمًا بالناسخ والمنسوخ، فلا ينبغي لأحد قرأ كتابًا أو اثنين أو ثلاثة في العلوم الشرعية أن يفتي في الحلال والحرام، أو يتوهم أنه أصبح مفتيًا ويصدر نفسه للإفتاء فهذه كارثة كبرى تهدد الدين والمجتمعات المسلمة الذي أصبح يعيش حالة من السيولة في الفتوى بسبب عدم التفريق بين الدعوة والإفتاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store