Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لفظة ساعة لربك وساعة لقلبك

لفظة ساعة لربك وساعة لقلبك

بعض الناس عادة عندما ينصح أحد الناس أخًا له لتماديه في اللهو والمباحات التي قد تصل إلى المحرمات، فيقول هذه العبارة: (ساعة لربك، وساعة لقلبك)، وكأنه يقول أعطينا ربنا حقه بامتثال ما أمر، وترك ما نهى، وب

A A
بعض الناس عادة عندما ينصح أحد الناس أخًا له لتماديه في اللهو والمباحات التي قد تصل إلى المحرمات، فيقول هذه العبارة: (ساعة لربك، وساعة لقلبك)، وكأنه يقول أعطينا ربنا حقه بامتثال ما أمر، وترك ما نهى، وبقي نصيبنا نفعل فيه ما نشاء حتى ولو كان محرّمًا، وهذا لا يقول به مسلم يخشى الله والدار الآخرة.فالمؤمن يحتسب جميع أوقاته وحركاته وسكانته لله تعالى، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)..قال أبو السعود في تفسيره: أي وما أنا عليه في حياتي، وما أكونُ عليه عند موتي من الإيمان والطاعةِ، أو طاعات الحياة الخيرات المضافة إلى الممات لله رب العالمين. تفسير أبي السعود (3 / 207).وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنه كان يقول: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ، وَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي).. رواه البخاري.فالحياة كلها، وليس جزءًا منها لله رب العالمين،ولا ينبغي لأحد أن يفهم قوله عليه الصلاة والسلام: (ولكن ساعة وساعة) أنها على نفس معنى اللفظة مدار البحث، فعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَعَظَنَا، فَذَكَّرَ النَّارَ، قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَضَاحَكْتُ الصِّبْيَانَ وَلَاعَبْتُ الْمَرْأَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا تَذْكُرُ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ فَقَالَ: «مَهْ» فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنَا قَدْ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ، فَقَالَ: «يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، وَلَوْ كَانَتْ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ كَمَا تَكُونُ عِنْدَ الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ، حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّرُقِ».. رواه مسلم.قال الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله- (وهذا من عدل الشريعة الإسلامية وكمالها، أن الله عز وجل له حق، فيعطي حقه عز وجل، وكذلك للنفس حق فتعطى حقها، وللأهل حق، فيعطون حقوقهم، وللزوار والضيوف حق، فيعطون حقوقهم، حتى يقوم الإنسان بجميع الحقوق التي عليه على وجه الراحة، ويتعبد لله عز وجل براحة، لأن الإنسان إذا أثقل على نفسه، وشدد عليها مل وتعب، وأضاع حقوقًا كثيرة) شرح رياض الصالحين (2 / 236).وفّق الله الجميع لرضوانه، وجنّبهم سبل سخطه ونيرانه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store