Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الطعة».. «أرفعه قب».. «الأكمخة».. «القروشة».. «أسلكه».. «الكلاحة».. «غشنة» ألفـاظ بلا قامـوس!!

الطعة».. «أرفعه قب».. «الأكمخة».. «القروشة».. «أسلكه».. «الكلاحة».. «غشنة» ألفـاظ بلا قامـوس!!

لغة بلا قاموس، وغير معروفة الهوية والمعالم، انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير بين شبابنا. كلمات مبهمة كما الرموز تنتشر بينهم بسرعة هائلة.

A A
لغة بلا قاموس، وغير معروفة الهوية والمعالم، انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير بين شبابنا. كلمات مبهمة كما الرموز تنتشر بينهم بسرعة هائلة. من هذه الألفاظ العجيبة: (المزة)، و(الطعة)، و(اسحب عليه سيفون)، و(ارفعه قب)، و(الأكمخة)، و(اسلكه)، و(القروشة)، و(نتلايا)، و(الكلاحة)، و(الغشنة) جميعها ألفاظ تدل على معانٍ متعارف عليها بين الشباب، (الرسالة) فتحت هذا الملف، ووضعت مجموعة من التساؤلات عن أسباب انتشار هذه (اللغة البديلة) -إن صح التعبير- وكيفية نشوئها، ومَن الذي يبتدعها؟ ثم عرضت هذه التساؤلات على مجموعة من العلماء الشرعيين والمختصين في علم الاجتماع فخرجت بالتالي:لغة رمزيةيبتدر الدكتور سامر عرار عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز بتأكيد أن هذه لغة رمزية تعبر عن اهتمامات الشباب الذين يشتركون في توجههم نحو مواضيع معينة ذات طابع جنسي، ولفت الانتباه إلى أن استخدام هذه الألفاظ لا يخلو من طرافة حيث إن الكلام قد يبعد عن الأمور الجدية، فهذه الألفاظ بها قدر كبير من الهزل، وتعبّر عن رغبات الشباب الداخلية فهذه لغة شبابية. وقال عرار: استخدام مثل هذه الكلمات له تأثير سلبي لأنها قد تجذب مجموعة من الشباب نحو هذه الأحاديث، فهذه أحاديث كما ذكرت هزلية، وليست جدية، وبدل أن يعمل الشباب في قضايا تخدم الأمة والمجتمع، وتساعد على النمو الفردي والاجتماعي، نجدهم يشغلون أذهانهم بأشياء لا تقدم ولا تؤخر، ومثل هذه التصرفات “الاستهلاكية” تشغل الفكر بموضوعات لا تحتاج هذا الوقت والجهد في التفكير، كما أنها أصبحت شغلاً شاغلاً لشبابنا وتحوز على انتباههم واهتمامهم، لأنها أصبحت محطة التفكير والاهتمام.طاقات مهدرةوأوضح عرار أن المبالغة في استخدام هذه الألفاظ سيخلق حالة من عدم الرضا نتيجة عدم القدرة على التعاطي مع هذا الموضوع، ونصيحتي للشباب هي التركيز على ممارسة أنشطة تفيدهم مستقبلاً، حيث عليهم أن يتجهوا لجوانب بناءة كالعمل الجماعي المثمر الذي يخدم البلد والمجتمع، وبدلاً من أن ينتظر الشباب الحكومة لتقوم بالتحسين والتطوير عليهم أن يساهموا هم أيضًا من ناحية الزراعة والصناعة وتطوير الذات، وتنمية ملكات الاختراع، فيجب أن تكون هناك مسارب للشباب لإخراج هذه الطاقة، ووضعها في إطارها الصحيح، لأن الشباب طاقة جبارة وقيمة، وإذا أحسن استثمارها فإنهم سوف يعطون نتائج هائلة، فلذلك نحتاج إلى برامج بها فكر وجهد في ذات الوقت على أن يكون النشاط اجتماعيًّا، وتحت إشراف هيئات تربوية بشكل منظم لكي نستفيد من طاقات الشباب بدلاً أن يضيعوها في التفكير في اللغة الرمزية التي يتداولونها فيما بينهم.غزل محرممن جانب آخر يرى الأستاذ سليمان الماجد القاضي بالمحكمة العامة بالرياض وعضو مجلس الشورى أن اللغة إنما هي وسيلة للتعبير عن مراد الإنسان، ولهذا ينبغي أن يأخذ هذا التعبير أحكام الشريعة، فمثلاً إذا كان اللفظ لوصف امرأة جميلة فهذا من الغزل المحرّم الذي نهينا عنه، إذا كان ذكر المرأة يقصد به فتاة محددة، وكذلك تعتبر هذه الألفاظ من المحرّمات إذا كان بها استهزاء وسخرية؛ لأن الله حرم الاستهزاء بالآخرين. والجانب الآخر أن يكون به نوع من النجوى، وذلك بأن يتكلم اثنان دون أن يعلم الآخر ماذا يقولان، فالتكلم بهذه المصطلحات (قاموس الشباب) التي لا يعرفها شخص ثالث يعتبر من النجوى المحرّمة لأن الطرف الثالث يحزن عندما يسمع كلام شخصين ولا يعرف معنى هذه الكلمات، فيقع فيه أحيانًا الوصف المحرم والاستهزاء المحرم، وكذلك النجوى المحرم.إعاقة التواصلويشير الماجد إلى أن تأثير هذه الكلمات المبهمة ظاهر على المجتمع، حيث يلجأ الشباب للبحث عن وسيلة للتخاطب غير اللغة التي اعتادوا عليها، وهذا يجعل الناس يلهثون خلف المصطلحات الجديدة ومتابعتها والبحث عنها، وهذا يعوق التواصل والتخاطب وفهم الناس لبعضهم البعض، لذلك أقول إن له تأثيرًا سلبيًّا على المجتمع، ونصيحتي للشباب أن يبتعدوا عن هذه الملهيات والترهات، وأن يعنوا ببناء أنفسهم واكتشاف ذواتهم بتعلم أحكام الشريعة وتعلم ما ينفعهم ويفيد أمتهم وأقاربهم من العلوم النافعة، وأن يحرصوا كل الحرص على استبدال الجلوس في الاستراحات والجلسات وكثرة اللقاءات الدائمة بتغييرها بالدورات المتخصصة في بناء الذات والمهارات وتبني التواصل مع الناس والتأثير عليهم والاستفادة منهم بدل هذه اللقاءات التي لا تنتج إلاّ مثل هذه المصطلحات ذات الآثار السلبية.واستطرد بقوله: مَن سمع لفظًا غريبا من شخص ما فإنه لا يمنع أن يقدم شكواه بالوجه الذي يريد، وإذا تحقق للقاضي أن هذا نوع من الاستهزاء فإنه يعزره، وإن لم يتحقق شيء من هذا، وإنما شيء من النجوى فإن القاضي يعظ الشخص المدّعى عليه ويذكّره بالله ألا يتناجي مع الناس إلاّ بالطريقة الشرعية.اختلاف الألفاظمن جانب آخر يشير الأستاذ عبدالرحمن آل عشقان المستشار الاجتماعي إلى انتشار هذه الألفاظ الغريبة البذيئة، ويقول: هذه الألفاظ قد تُقال أيضًا داخل البيوت ولكن بطريقة طريفة ومحببة وخفيفة كالأب عندما يخاطب ابنه ويدلعه بلفظ عجيب، يبين فيه أنه أكثر إخوانه شقاوة وأذية، لكن المهم بطريقة جميلة خفيفة داخل الأسرة فهذه من الأمور التي قد لا يخلو منها أي بيت، وفي نفس الوقت لن يكون هناك أي تحسس من قبل فرد على الآخر؛ لأنه سيغلب عليها طابع النكات والمزاح المحمود الذي يكسر به الروتين الجدي.لغة حَوارٍوأضاف قائلاً قد نسمع ألفاظًا غريبة خاصة عند شبابنا في الحواري، والطرقات لا نعرف معناها، ولا ندري ما المقصود بها! وهل هي وصف لأحد ما، أم أنها عبارة يوصف بها شيء جامد؟! فهذه من الأمور غير المحببة للبعض لتحسسهم وتحرجهم منها. فعندما يمر أحد من الناس، ويسمع مثل هذه الألفاظ فإنه قد يتبادر إلى ذهنه أنها موجهة إليه باستهزاء وسخرية، وهي بالفعل قد تكون كذلك، أو أنها مجرد بعض الألفاظ الغريبة فيما بينهم، وليست شيئًا موجهًا لأحد ما. ويضيف بالقول: هذه الألفاظ ليس فيها مصلحة وليس من ورائها ضرر، إنما يكمن ضررها في أن يتكلم بها الأفراد بالغمز واللمز، ويوحون إلى بعضهم البعض بأشياء قد تكون وبالاً على الغير، ولكن لا مانع أن يتكلم بها الشباب، ويقصدوا بها الوناسة وكسر الروتين عندما يكونون مع رفقائهم وأصدقائهم.واختتم آل عشقان قوله بأن على الشباب إذا أرادوا التحديث بهذه الألفاظ أن يراعوا التقاليد الإسلامية وألاّ يتعرضوا لغيرهم بالسباب والشتائم وألاّ يكون همهم وشغلهم الشاغل معرفة كل كلمة جديدة ولفظ غريب وعجيب، لأنها من الأمور التي تزيد المرء سوءًا وانحطاطًا إذا أصبحت شغله الشاغل وهمّه الكبير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store