Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أيها الكتاب: أنتم تبلطون البحر!

أن تمتلك زاوية في صحيفة يعني أن تكون مسؤولًا عن هموم الآخرين, أن تستيقظ في الصباح الباكر على رسالةٍ مؤلمة..

A A

أن تمتلك زاوية في صحيفة يعني أن تكون مسؤولًا عن هموم الآخرين, أن تستيقظ في الصباح الباكر على رسالةٍ مؤلمة.. لتحاول أن تحوّلها عبثا إلى «مؤمّلة»، أو على جرحٍ ما, على استنجاد مظلومة أو مظلوم أو صاحب حقّ, على أمرٍ ........ لم يُنفّذ.. أو نُفّذَ ولكن ليس كما يجب، أن تمتلك زاوية يعني: أن يكون على ظهرك حِمْل.. وعلى مكتبك حِمْل.. وفي بريدك حِمْل.. وينتظرك حِمْل، ومهما فعلت وستفعل ستكتشف أنّك في النهاية (تُبلّط البحر)!، لذلك المسألة ليست ترفا أو وجاهةً كما يتصوّرها البعض، أنت لا تستطيع أن تقول كل شيء.. ولا معنى لنصف شيءٍ تقوله وأنت محتفظٌ بالنصف الآخر، نعم تستطيع أن تهرُب من الحقيقة التي تعني القارئ إلى الحقيقة الأخرى التي لا تعنيه، وسيصفّق لك ويقول: (الله) وشُكرا لك، كم أنت رائع! تستطيع أن تخدعه بلغتك المنمّقة وبعاطفتك الجياشة وسيكفيك شرفا وهميّا وَوَهْما مُشَرّفا أنّها: (حقيقة)، وستنطلي اللُّعبة على الجميع، على ذلك القارئ وعلى هذا المسؤول وعليك أنت نفسك، إذ غالبا سيعجبك هذا الدور وسيليق بك ليصبح فيما بَعْد وجهك الحقيقي!، هل تريدون أن أهرب بكم مثلا مثلا.. إلى الدستور المصري؟! أم أرمي دلوي في المحيط الأخواني قبل جزرهِ وبعْدَ مدّه.. ونرى ماذا سنستخرج منه؟! أم الميزانيّة مثلا وأثلا والحديثُ ذو (شجون)؟! أم تريدون أن نُناقش تلك الموضوعات المصيرية التي يناقشها الأخوة الأعضاء في مجلس الشورى؟! كانقراض (شجرة الاراك) أو ضرورة توعية الناس بالرفق بالحيوان وحيونة الرفق!! مع أنّنا كائناتٌ لا تعرف من الكائنات إلاّ ما يُؤكَل! هل تريدون -مثلا- أن «نستدني» معا -أقرب خطأ طبي- ونبدأ القدح والرّدح واللوم والعويل؟! - هل تريدون أن......؟! أم تريدون أن............؟! وشُكرا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store