أرجع المدير التنفيذي الجديد لمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة الدكتور ياسين محمد ملاوي غياب الأطباء العالميين ذوى التخصصات النادرة عن المدينة إلى تواجدها داخل مكة المكرمة، حيث لا تستقبل إلا الأطباء المسلمين، إضافة إلى عدم وجود مدارس عالمية في مكة لتدريس الأطباء الذين يتم استقطابهم لكنه وعد بالاستفادة من خبرات الأطباء السعوديين المبتعثين بالخارج وذكر أن نسبة السعودة للأطباء والاستشاريين بلغت 59% وهي نسبة جيدة على حد قوله.
وكشف ملاوى في أول حوار مع «المدينة» بعد توليه مهام منصبه عن قرب البدء في العمل في الموقع الجديد للمدينة بطريق مكة – جدة السريع، وتوقع أن يبدأ العمل فيه بعد موسم حج هذا العام، كما تطرق إلى افتتاح مركز العلوم العصبية في شهر ذي الحجة القادم، وعرج إلى شكاوى بعض المرضى من عدم قبول علاجهم بالمدينة وربط ذلك باقتصار العلاج بها على أمراض معينة ومصنفة بأنها من الدرجة الرابعة.. فإلى الحوار:
*بداية ما هي الأمراض التخصصية التي تستقبلها وتعالجها مدينة الملك عبدالله الطبية ؟
الجراحات التخصصية وزراعة الأعضاء وأمراض العيون وبالذات الشبكية وأمراض القلب وجراحات القلب وأمراض الأورام والجراحات العصبية إضافة إلى أمراض الدرجة الثالثة بناء على توجيهات وزير الصحة كأمراض الرأس والعنق وبعض التخصصات الباطنية والمناظير المتقدمة.
*يحتاج الزائر للمدينة لنفس طويل حتى تنتهي إجراءات الدخول.. هل من آلية تقلل من تلك الإجراءات الأمنية بالمدينة ؟
هناك آلية لدينا بشأن الأمن والسلامة وتم تبليغها لإدارة الأمن والسلامة وتقوم على تطبيقها فهذه منشأة طبية لها خصوصيتها كغيرها من المنشآت ونحن نحرص على دخول المعنيين في الوقت المناسب ومن هنا وضعنا آلية وبالتالي يتم إبلاغ رجال الأمن في بوابات المدينة الطبية بأن هناك زائرًا سيأتي في الوقت المحدد ومن ثم يتم التنسيق ويسهل دخوله وتتقلص الإجراءات.
ولا يخفى عليك أن هناك مندوبى الشركات الذين يأتون بكثرة وأحيانا يكون وجودهم مزعجًا للأطباء فنحن نقنن هذه الزيارات من خلال هذه الآلية التي يتم من خلالها معرفة أين سيتجه الزائر وماهية الزيارة.
وهناك أيضا سعي حثيث من إدارة المدينة الطبية لتدريب رجال الأمن والسلامة على كيفية التعامل مع الجمهور، وهناك دورات في هذا الشأن ونحن في نقاش مع الشركات المشغلة للحراسات الأمنية.
*الدكتور ياسين ملاوي الرائد في عمليات زراعة أجهزة الموت الفجائي وتنظيم ضربات القلب ماذا في جعبته من مشروعات ورؤى وأفكار جديدة لمدينة الملك عبدالله الطبية ؟
أنا الآن أعمل على مواصلة بناء ما بدأه وأسسه الزملاء السابقون.
خصوصية المرض
*يشتكي أهل مكة المكرمة من عدم قبول مدينة الملك عبدالله الطبية للحالات التي يتوجهون بها إليها ويتساءلون عن الأسباب التي تجعلكم ترفضون استقبال الكثير من الحالات.. ما تعليقكم ؟
المدينة الطبية مدينة متخصصة لعلاج الأمراض من الدرجة الثالثة والرابعة لها خصوصيتها فنحن لسنا مستشفى عام نقدم جميع الخدمات بل أن المدينة متخصصة في التخصصات الدقيقة وبالتالي لنا طريقة عمل وتخصصات معينة لا توجد في المستشفيات المجاورة ويتوجب علينا القيام بها خير قيام منها على سبيل المثال أمرض القلب التخصصية والأورام والجراحات التخصصية كزراعة الأعضاء والجراحات الدقيقة وجراحات أمراض الأورام وأمراض العيون خصوصًا الشبكية وأورام الرأس والعنق فمدينة الملك عبدالله الطبية تركز هذه التخصصات الدقيقة الغير موجودة في المستشفيات المجاورة وتستقبل أي حالة من هذه الحالات.
رسالة المدينة
* وكيف يتم إيصال رسالة المدينة الطبية للمرضى حتى يقتنع بخصوصية المدينة؟
المدينة الطبية لديها رسالة تبلغها للمواطن من خلال المركز الإعلامي وهذه الرسالة تنص على أن الحالات المستعصية والدقيقة التي سبق ذكرها هي من تخصص المدينة الطبية ومن ثم يتم استقبال أي حالة من هذه الحالات أما ما سواها فعلى المواطن التوجه إلى المستشفيات المجاورة وهي لديها القدرة على علاج ما يصلها من حالات.
وعندنا مركز إعلامي عليه دور كبير في إيصال الرسالة للمواطن لكي يعرف ما هي الحالات التي تستقبلها المدينة الطبية وما هي الحالات التي لا تستقبلها ونحن لسنا من سن النظام إنما نحن منفذون لنظام سنته الجهات العليا فيما يجب أن تقوم به مدينة الملك عبدالله الطبية.
آليات القبول
*ما آلية قبول المدينة الطبية للحالات المحالة من المستشفيات ومدى التنسيق معها ؟
قبول الحالات المحالة إلى المدينة الطبية يمر بمراحل فعندما نستقبل تقريرًا عن حالة أحيانا يكون هذا التقرير ناقصًا وغير مستوف لأنه يصف جزءًا معينًا من المرض ولا يشمل بقية الأجزاء المرتبطة بالمرض على سبيل المثال مريض يحتاج قسطرة في القلب لكن لديه فشل كلوي أو أن الكلية على وشك الفشل فمن المعلوم طبيًا أن صبغة الشرايين للقسطرة ممكن أن تؤدي إلى فشل كلوي في المرضى المصابين بأمراض في الكلى وليس الأصحاء.
ونحن هنا نطلب من الجهة المحولة للمريض أن تعالج الأمراض المرتبطة بالمرض الرئيس كالكلى مثلا قبل القسطرة لكن لو كانت حالة طارئة بالتأكيد سنقوم بعملها كما أن على الجهة المحولة للمدينة الطبية استكمال كل التحاليل للمريض المحول.
والحقيقة التنسيق قائم مع المستشفيات وعقدنا اجتماعات مع المسؤولين في الشؤون الصحية بشأن آلية تحويل المرضى للمدينة الطبية والإجراءات.
دور الطوارئ
*لكن الطوارئ تستقبل الحالات المرضية بشتى مستوياتها وهذا يعكس تباينا في إجراءات القبول ؟
الطوارئ تستقبل أي حالة تأتي لها ويقوم الطبيب بتقييم الحالة فإن كانت من الأمراض العادية يبلغ ذوى المريض بأن حالته مستقرة ويمكن استكمال علاجه في أي مستشفى من المستشفيات المجارة ولا يتم تنويمه بالمدينة الطبية وهذا نظام المدينة.
أما إذا كانت حالته من الحالات التي تختص المدينة الطبية في علاجها فيتم بعد تقييم الحالة نقلها للتنويم لاستكمال العلاج.
* قطعت الإدارة السابقة شوطًا في التنسيق والعمل مع الوزارة بشأن مبنى المدينة الطبية الجديد بمنطقة الشميسي على طريق مكة – جدة السريع.. إلى أين وصلت إجراءات العمل ومتى سيبدأ العمل الميداني للمبنى في موقعه الجديد؟
نحن على تواصل مع وكالة الوزارة للشؤون الهندسية، حيث من المتوقع أن يبدأ العمل فيها إن شاء الله في مطلع العام المقبل وهناك زيارة من المشرف على مشروعات المدن الطبية خلال الأسبوع المقبل والمبنى الجديد ذو تصميم حديث يشتمل على «1000» سرير إضافة إلى توفير كل الخدمات وستكون مفخرة لمكة المكرمة وما جاورها.
توسعة المبنى
*وهل هناك خطة لتوسعة المبنى الحالي ؟
نعم لدينا خطة توسع حالية في بعض التخصصات منها على سبيل المثال التوسع في عيادات العلاج الإشعاعي إضافة إلى مركز العلوم العصبية الذي سيتم افتتاحه في شهر ذي الحجة ويشتمل على غرفتين للعمليات خاصة بالأعصاب وقسم للعناية الحرجة وغير ذلك من المشروعات الطبية التي تخدم المواطن.
*هناك عدد من الموظفين سبق وأن تقدموا بشكوى أمام الإدارة السابقة فهل من حلول لوضعهم ؟
هؤلاء موضوعهم لدى الوزارة ولم يأت رد منها حتى الآن بشأنهم.
السعودة والابتعاث
*وماذا عن نسبة السعودة في مدينة الملك عبدالله الطبية ؟
بالنسبة للأطباء الاستشاريين بلغت نسبة السعودة 59% وهي نسبة جيدة ولدينا برنامج ابتعاث وهناك عدد من الأطباء مبتعثون في الخارج في كل من كندا ودول أوروبية ولازال الابتعاث مستمرًا.
*وماذا عن البرامج والدبلومات التي تقدمها المدينة لمنسوبيها ؟
لدينا بعض البرامج وهناك الدبلوم العالي في التمريض وهناك أفكار سنعمل على تنفيذها إن شاء الله تعالى لبعض التخصصات كتخصص فنيي القلب على سبيل المثال فقط، حيث تحتاج إلى تجهيزات وترتيبات حتى يتم تفعيل وترجمة هذه الأفكار على أرض الواقع.
* ما مدى حاجة المدينة لكوادر طبية أكثر وأعلى كفاءة للوفاء بالخدمة المقدمة ؟
نعاني من العجز في بعض الكوادر علما بأن هناك مبتعثين خارج الوطن وعند عودتهم سيتم إن شاء الله سد العجز.
والحقيقة من الأسباب التي جعلت مشروع مبنى المدينة الطبية الجديد يقع خارج حدود الحرم «على طريق مكة – جدة السريع» حتى نتمكن من استقطاب كفاءات عالية من الأطباء العالميين غير المسلمين فكما تعلم الوزارة الآن المدينة الطبية بمكة المكرمة لا تستقبل إلا الأطباء المسلمين كون المدينة تقع داخل مكة المكرمة مما جعل العرض في الاستقطاب قليلا نوعا ما إضافة إلى عدم وجود مدارس عالمية في مكة لتدريس الأطباء الذين يتم استقطابهم.
وكثير من الأطباء عندما لا يجد مدارس عالمية لأولاده عند إحضارهم من كندا أو بريطانيا أو باكستان أو الهند على سبيل المثال يرفض العرض ويمتنع عن المجيئ وقد حاولنا ولازلنا في تواصل مع بعض المستثمرين لإيجاد مدارس عالمية.
*وما هى الأمراض التي شكلت ارتفاعًا نوعًا ما في المجتمع ؟
هناك جلطات القلب والأورام التى لفتت الانتباه لأسباب عدة منها التدخين والنمط الغذائي غير الصحي وإهمال الرياضة والإشعاع في بعض الأحيان في أماكن معينة إضافة إلى الأمراض الوارثية.
*أخيرًا.. علاقتكم بأمراض بالقلب علاقة قديمة ألا ترى أن العمل الإداري سيأخذك بعيدًا عن مزاولة هذه المهمة المتميزة ؟
فعلاً العمل الإداري إلى حد ما سيشغلني عن مهنتي المحببة إلي فقد عملت في مجال كهربة القلب ما يقارب 18 عامًا وتخصص كهربة القلب يعرض الجسم لنسبة عالية من الإشعاع لأن عملي تحت الإشعاع وأذكر حينما كنت في المستشفى التخصصي بالرياض كانت تأتيني التقارير مفيدة بتعرضي لكمية عالية من الإشعاع ولكن هذا عملي ولابد أن أؤديه على أكمل وجه وعملي الإداري كمدير تنفيذي لمدينة الملك عبدالله يعد بمثابة اتصال لعملي الطبي فأنا في خدمة الدولة أينما وجهتني.
