جبل الدقم.. تحاصره حكايات الجن وتسكنه الأساطير

جبل الدقم في محافظة العارضة بمنطقة جازان أحد الجبال المعروفة بالمنطقة منذ القدم، ويرتفع عن سطح البحر قرابة 500 قدم.
ويقف الدقم وحيدا في منطقة منبسطة ومنفردة عن باقي الجبال، ويعتبر من الأماكن المفضلة لدى المغامرين ومحبي رياضة تسلق الجبال.
وتدور حول جبل الكثير من القصص التي تزعم انه كان ومازال مستعمرا بالجن، وأيضا هناك الكثير من الحكايات والقصص التي يحكيها هذا الجبل، والذي يختلف عن الجبال الأخرى، وقيل أيضا إن ومن يزوره تلفته تلك الاصوات الغريبة والمخيفة التي تصدر من جنباته، وقيل ان بداخله بحيرة من الماء تحرسها حية تنهش من يقترب منها.
«المدينة» زارت جبل الدقم بهدف اكتشاف ما يدور حوله، وما يروى عنه من قصص من جميع أنحاء المنطقة.
وفي بداية مشوارنا حاولنا الصعود إلى الجبل، ولكن شخصا صاح علينا بأن الطريق الذي سلكنا في البداية غير صحيح، وتحدثنا معه فاتضح لنا أنه احد العاملين بالأراضي الزراعية ويسكن بقرابة من الجبل، ورافقنا في رحلتنا، وحدثنا حول أن الجبل تسكنه الجن، ولكنه قال: الجن موجودون في كل مكان، ولكني لم أشهدها، وذكر في حديثه أنه في ليلة من الليالي كان يعمل بأرض، ثم خيم الليل ولم يستطيعوا الرجوع للبيت وناموا في وسط الجبل ولم يحصل لهم أي مكروه.
وأشار أيضا ان أكثر الأشخاص الذين يزورون الجبل كانوا يتوهمون بوجود الجن من عامل الخوف ويتوهمون أشياء هي في الواقع وهم وخيال. وحذرنا من الابتعاد من الجبل عند غروب الشمس وذلك لخطورة وجود ضباع مفترسة بالجبل. وعند وصولنا للقمه بعد عناء التسلق، والتي تطل علي منظر رائع وخلاب، فمن الجهة الشمالية الغربية يطل على بحيرة سد جازان، ومن الجهة الشرقية يطل على وادي مشرف والأراضي الزراعية، وعند النزول عثرنا على عدد كبير من شجر «البشام» ذات الرائحة الزكية والتي تستخدم للسواك أيضا.

ممتلكات الجن
ويقول سلطان مسرحي: لجبل الدقم قصص كثيرة بعضها يصدقها العقل وأخرى لا يستطيع تصديقها، ويقال: ان في الجبل بوابتين إحداهما بوابة مملكة الجن، وبعد هذي البوابة يتواجد الجن والبوابة الأخرى، وهي أصغر من البوابة الأولى، وفيها تتواجد ممتلكات الجن وكنوزها، وسمعت من أجدادي أنه قديما كان يوجد أناس يعيشون في الجبل، وقيل انه كان يوجد فيه قبر لرجل صالح، وكان السكان القدامى يقومون بذبح الثيران والخرفان ويضعون أنواعا من الحبوب والزبيب لإطعام الجن.

قصص الجبل
ويروي لنا العم صالح بأنه سمع قديما بأن شخصا ذهب للجبل في نزهة مع رفاقه، وكتب على الصخور الموجودة القريبة من بوابة الجبل اسم ابنته، وبعد رجوعه للبيت وجد ابنته تعاني من سكرات الموت ثم توفيت، ولا يدري احد هل هي حقيقة ام خيال.
ويقول انور ديباجي: انه سمع قديما قصه مازالت راسخة في ذهنه، وهو ان شخصين ذهبا الى محافظة العارضة في الليل ووجدا شخصا آخر على الطريق، ووقف قائد السيارة لإركاب الشخص الذي لم يلبث حتى تحول إلى قرد.
معلم سياحي
أما خالد عبدالله حريصي (طالب في قسم السياحة والآثار بجامعة جازان) فقال: ان الجبل يلقى إقبالا كبيرا من الزوار من خارج وداخل المنطقة، رغم ان شكل الجبل مخيف، وأوضح أن الجبل يعتبر من المعالم السياحية في المنطقة، وناشد إدارة الجامعة بأن تقوم بجولة سياحية لتتعرف على مثل هذا المعلم السياحي الهام، وأن تعمل على كشف ما يحيط بع من غموض.