Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لدغة عقارب الساعة!! (2)

لدغة عقارب الساعة!! (2)

تناولت في المقال السابق بأنه يجب على المرء أن تكون سريرته طهرا وتصرفاته موصوفة بالصدق والوفاء وما أجمل أن يتحلى بهما المرء في سائر تصرفاته ويجعل أمام عينيه مراقبة رب الأرض والسماء..

A A
تناولت في المقال السابق بأنه يجب على المرء أن تكون سريرته طهرا وتصرفاته موصوفة بالصدق والوفاء وما أجمل أن يتحلى بهما المرء في سائر تصرفاته ويجعل أمام عينيه مراقبة رب الأرض والسماء.. واليوم سنتكلم عن الحقوق والالتزام بها حيث إن بعضنا لا يلتزم بأداء حقوق الآخر.
فيا من التزمتم بالحقوق ولم تؤدوها أين أنتم من التزامكم؟.. هل تاهت عقولكم وراء الأطماع، وشردت أفكاركم لتحقيق الغايات؟ أم غاب الحق عنكم أيها الجمع؟ لماذا تُبدون الجحود أم أنتم من الذين لا يسمعون ولا يعقلون، ومن القوم الذين يتساهلون ويغمطون الحقوق، وتبدّلون الحق وأنتم تعلمون؟ أليس هذا الحق هو التزامكم؟ أم أن هذا الالتزام قولٌ غير الذي قلتم؟ هل تاهت الحقوق عندكم؟ وهل التبس الحقُّ بالباطل في أذهانكم؟ ألم تقرؤوا وتسمعوا قول الله تعالى: «وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» سورة البقرة (42) وقد تعجبتُ منك يا دنيا لماذا تتزينين بحُليك في أياديك بكل جميل، وتسعين بزينتك لكل جاهل وهو بزينتك مغرور، وتتزينين أمامه فطنةً منكِ أنه بك من الغاوين، ألا تريدون أن نتدبر بفكر سليم! فأدخلوا الصدق في قلوبكم وإلا فستجنون ثمار ظلمكم.
نعم جميل ما فعلتم إن وفيتم بما تعهدتم، ولكن ما فعل الجمع بعد التَّفرق؟ إنه مكرٌ قد مكرتموه أو هو غزل قد غزلتموه وهل تخبروننا كم كانت حينها الساعة؟
معذرة عزيزي القارئ.. إن خفيت عليك تجارب هذه الساعة!!
ولكن إذا أردتم أن نبوح لكم بمضمونها هان وسهل علينا لنقول لكم: كم كانت هذه الساعة؟ ليتهم صمُّوا ولم يثرثروا بكلمات متشنجة بأنهم قد فعلوا مجدًا، وقد ضحوا، وأنهم على الدوام أيقاظٌ، لكننا نود أن نتساءل لماذا هذا التشنج بأنكم ضحيتم؟ ألا تردون الجميل لأهله؟ أليست تلك مواثيق قد صدقتم عليها في هذه الساعة؟ أكيد، أنها قد جمحت بكم الخواطر، أو أشار عليكم مستشارٌ أو شدَّكم فكر جانح؛ فانزلقت أقدامكم تحت حشد هذه الهواجس المتعصبة وتلك الاستظرافات المصطنعة. ألا تفكرون بصبر؟ ليتكم تتمهلون.. ليتكم تعرفون قدر المجالس والحقوق من حولكم، ليتكم تعرفون المخلصين، ونصحي هنا ألا تطبقوا نظريات ميكافلي أفهمتموها؟ فإن لم تفهموها فالزمن كفيل أن يعلمكم ويعلم من يأتي من بعدكم أيها الجاحدون، ولا تتأثرون بقول غيركم، أين العقول المدركة؟ أخبروني إن كنتم تعلمون أيها الظالمون المتباكون.
رئيس مجلس ادارة مجموعة بن محفوظ للتنمية والاستثمار
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store