تكليف فقيه.. صحة المواطن.. أغلى ما لدينا

لا يعوزنا في المملكة إمكانات مادية فالدولة ـ حفظها الله- تنفق بسخاء على كل المشروعات الهادفة لراحة المواطن وفي مقدمتها مشروعات الصحة غير أن ما ينقص البعض هو المزيد من الاخلاص في العمل والتفاني في أداء واجبه والمسؤولية الملقاة على عاتق كل مسؤول عظيمة وجسيمة.
يقول تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) الملك2.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
ووزارة الصحة منذ تكفل بحقيبتها المهندس عادل فقيه تشهد حراكًا كبيرًا، ولقد طالعتنا وسائل الإعلام في أول يوم لتوليه مسؤولية وزارة الصحة بصور لزيارة ميدانية قام بها لمرضى "كورونا" وجهًا لوجه.. يطمئن على المرضى ومستوى الرعاية والخدمات المقدمة لهم وكانت زيارة كاشفة لحد بعيد فالوزير المكلَّف فضل أن تكون رسالته المطمئنة للمجتمع من جوار الأسرة البيضاء بمستشفى الملك فهد فتركت من الأثر بقدر ما حملت من مصداقية وشفافية.
لقد سادت وزارة الصحة حالة من الاستنفار منذ أول اجتماع للمهندس عادل فقيه مع قيادات الوزارة وكان محوره الأساس فيروس كورونا وتقييم ما اتخذته الوزارة من إجراءات للحد من انتشاره وتفاقمه وطُرِح خلال الاجتماع الذي تحول لورشة عمل العديد من الخيارات لمواجهة الفيروس كما اطّلع فقيه على المستجدات التي توصلت إليها اللجان الصحية ونتائج الفحوصات المخبرية الخاصة بمرض كورونا واستعرض نتائج الاتصالات الخارجية مع الشركات الطبية والدوائية الدولية والتي يمكن التعاقد معها لإنتاج لقاحات خاصة بالمرض.
ثم توالت الخطوات العملية والإجراءات الحاسمة لمحاصرة المرض فتم تخصيص ثلاث مستشفيات وهي مجمع الملك عبدالله الطبي في مدينة جدة ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز والذي أفتتح مؤخرًا في شرق العاصمة الرياض ومجمع الدمام الطبي في المنطقة الشرقية لاستقبال مرضى كورونا.
حينما تولى فقيه ملف الصحة أدرك أنها ليست مجرد وزارة أو مهمة عادية لوزير عادي فالتكليف الملكي لفقيه حمل عنوانًا واضحًا بكل ما له من دلالات: "إن صحة المواطن وسلامته أغلى وأعز ما في الوطن". فقام وعلى الفور بتشكيل مجلس استشاري للاستفادة من الخبرات والكوادر المتوفرة داخليًا وخارجيًا وموقع إلكتروني وخط ساخن للرد على الاستفسارات.
وبطبيعة الوزير المكلَّف فطِن ومن أول لحظة أن التعامل بشفافية هو أفضل سلاح لمواجهة الشائعات والحد من تأثيرها السلبي لذا طالب قيادات الصحة التعامل بشفافية تامة مع الجمهور ووسائل الإعلام بما يضمن إيصال الصورة الحقيقية عن وضع فيروس كورونا في المملكة ولأنه يحترم حق المجتمع في معرفة الحقائق بادر بنفسه وتعهد بالتواصل الدائم مع المجتمع وإحاطته بمستجدات الموقف والتزم بمبدأ الافصاح والشفافية مع وسائل الإعلام.
ودَّع المهندس فقيه منذ اليوم الأول لتكليفه معنى الراحة انطلاقًا من شعوره بحجم المسؤولية الجسيمة ولن يهدأ له بال حتى ينجز ما طلب منه مثل القائد في الميدان وبالفعل لم يغادر فقيه مسرح "العمليات" ولم يكتفِ بحشد الخبرات المحلية وإنما استعان بأكثر من عشرين خبيرًا عالميًا لمراجعة كل ما قامت به وزارة الصحة من إجراءات لمواجهة مرض كورونا وأوجد خط مفتوح مع كل دول العالم في أمريكا وأوروبا والشرق الأقصى للتوصل لعلاج كورونا.
إن للوطن أبناء يدخرهم للتحديات الصعبة واختيار القيادة الرشيدة للمهندس عادل فقيه ليتولى هذه المهمَّة وفي هذا الظرف بالذات سوف تكشف الأيام القليلة القادمة مدى حكمته وصوابه وندعو المولى القدير أن يكتب التوفيق والسداد لفقيه في مهمته الجليلة للحفاظ على صحة هذا الوطن ولنكن جميعًا مساهمين ومشاركين في التغلب على هذا التحدي الصعب بالوعي وعدم الاستسلام للشائعات واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والله سبحانه وتعالى خير الحافظين.
* نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج بمكة المكرمة