Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سلامة الصدر

سلامة الصدر منَّة من الله ـ عز وجل ـ يسمو بها شأنك ,ويصفو بها فكرك , ويُنقَّى لك فؤادك , و بها يبارك الله لك في عملك , ويُغفر لك ذنبك ..

A A
سلامة الصدر منَّة من الله ـ عز وجل ـ يسمو بها شأنك ,ويصفو بها فكرك , ويُنقَّى لك فؤادك , و بها يبارك الله لك في عملك , ويُغفر لك ذنبك .. إحسان الظنّ راحةٌ للبال , وسلامة الصدر , وراحة للقلب , ومرضاة للرب ؛ فيحفظ لك الصحة ويمنع عنك الأمراض .
وإنَّ من أنجح الطرق وأفضل السبل أن يبرأ المسلم بنفسه عن سوء الظن ؛ بأن يُقفل منافذ الوسواس , وأن يترك الحيرة والقلق وأن يستعين بالله ـ تبارك وتعالى ـ ولا ينسى الأذكار , وعليه بأن يكون قوياً كالجبل الأشمّ الذي تتحطم عليه أمواج الحية ووسوسة الخنَّاس , وهذا لن يتمَّ إلا بالجهد ؛ بصفاء الصدر والاعتماد على الله ـ عز وجل ـ وعلى كلِّ منَّا أن يُحسن الظنَّ بمن يتعامل معهم ,وأن يلتمس العذر لمن هم حوله , فإحسان الظنَّ فيه خير كثير , فإذا فعلت ما ذُكِر فسوف تجني أوَّل ثماره في الدنيا , وتنال الفوز والراحة في الآخرة , ألم يقل ربُّ العزَّة في حديثه القدسي : ( عبدي إن رضيتَ بما قسمتُه أرحتُ قلبَك , وبدنك وكنت عندي محموداً ) إذن فالقناعة والرضا من سلامة الصّدر , وسوف يكون الرّضا بالحياة خيرها وشرّها , ولا تنسَ أن لك في الآخرة فوزاً بالجنة
وكما قال حكيم :
وأَحسنُوا الظَّنَّ في بعضٍ فما خطرٌ أشَدّ من سوء الظَّنِ بَيْن إخْوانِ
هذه سمة المؤمن وميزة المسلم , ومنبر العقل , فالمؤمن لا يحسد ولا يغش , ولا يحقد ولا يخون , حافظٌ للعهد , صائنٌ للود , محبٌ للصدق ,بعيدٌ عن الكذب .
وفي قول رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة البالغة : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا )
والكلمة الأخيرة : لنكن من الذين يعرفون طريق الخير وفعل المعروف , ولنكن أصحاب مبادئ نقطع على أنفسنا الكلمة ونلتزم بها ؛ لأن الله ـ عز وجل ـ إذا أراد بالإنسان خيراً جعل فيه الثَّبات مبدأ, وأنار له البصائر , وألهمه الرُّشد .. وهذه لن تتحقق لأي إنسان , إلا إذا كان من الذين يخافون الله دائماً في السر والعلانية , ولا يعتدون على حقوق الآخرين مهما كانت الأطماع , مهما هُيِّئت لهم السبل , وكان من الذين جعلوا من كتاب الله لهم تلاوة وغذاء وتبصُّراً في معانيه , وكل منا عليه ذلك التَّمعُّن فيما يقرأه من أمور دينه ودنياه .
أما إذا كان رجلاً أُميَّا فنقول له : عليك بحلقات الذكر في بيوت الله ـ عز وجل ـ ففيها الغذاء , وسوف تعرف المعنى الحقيقي للحياة وما خُلقت من أجله , فعليك بالتَّقرب من الصالحين , وصلاح الإنسان لا يعلمه إلا الله ـ عز وجل ـ كما نجده عند رجال الدعوة أهل الفقه والسنَّة , فتقرَّب منهم ليغذُّوك بما لديهم من علم نافع , ومن هنا يتمُّ الفلاح بمشيئة الله ـ عز وجل ـ
وختاماً نقول لك مقولة الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ ففيها الكثير من المعاني الراقية :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
والحكمة تقول :
صدر مستصح احتوى على قلب حاقد فأرداه
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store