Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أكاديميون: لا وجود لخلافة إسلامية حتى تعاد.. والمتشددون الصامتون وراء التغرير بالشباب

أكاديميون: لا وجود لخلافة إسلامية حتى تعاد.. والمتشددون الصامتون وراء التغرير بالشباب

كسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تعاطف الكثير من الشباب الذين انخدعوا بشعارات الخلافة الإسلامية، وغيرها من الشعارات، التي يرفعها التنظيم ملونا السياسة بالدين، لتبرير ممارساته الإج

A A

كسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تعاطف الكثير من الشباب الذين انخدعوا بشعارات الخلافة الإسلامية، وغيرها من الشعارات، التي يرفعها التنظيم ملونا السياسة بالدين، لتبرير ممارساته الإجرامية، وتغريره بضعاف العقول من الشباب، وفي هذا التحقيق ساءلت «الرسالة» عددا من الأكاديميين والعلماء عن التنظيم وحقيقة دعاوى الخلافة، ودور التنظيم في التغطية على مبادئ الإسلام السمحة وتشويهها.
في البداية يقول الخبير الاستراتيجي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الدكتور أنور عشقي: إننا الآن نعيش في عالم يستخدم الدين ولا يخدمه وداعش تستخدم الدين وتوظفه لأغراضها السياسية، فهي تقنع الشباب بأنها تريد إعادة الخلافة الإسلامية وإقامة الشريعة وغير ذلك من المغريات.
وأضاف والحق أن الخلافة الإسلامية انتهت، لأن النبي عليه الصلاة والسلام حدّدها بثلاثين عاما فقال: (الخلافة ثلاثون عاما وبعد ذلك ملك عضوض) فالدولة الأموية والعباسية والعثمانية لم تكن خلافة وإنما كانت دول سلاطين، ما يعني أنه لا توجد خلافة حتى تعاد، وأن محاولة هذا الأمر يعني مخالفة كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
وأشار عشقي إلى أن الإمام ابن تيمية أكد أنه من غير المعقول توحيد المسلمين في دولة واحدة، لافتا إلى أنه عندما تكون هناك دول متعددة موحدة الهدف في لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإن هذه الدول تستطيع الحوار والتفاهم، بدون الحاجة إلى خلافة جامعة، إذ لا يمكن أن يكون العالم الإسلامي كله تحت دولة واحدة.

توعية الشباب
وأوضح عشقي أن الشباب يغرر بهم لأنهم لا يعرفون الأحاديث الصحيحة ولا يعرفون طريق الدين الصحيح، وتغرّهم فقط كلمة الإسلام، وهذا ما حدث في قصة مسجد الضرار عندما بنى بعض المنافقين مسجدا من أجل أن يضللوا المسلين فأمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام بهدم هذا المسجد، فالشعارات البراقة المنطوية على الضلال تغري الشباب، ولذا نجد كثيرا من الشباب ينضمون إلى داعش.
وشدّد عشقي على أهمية إيجاد منابر دينيه توضح للناس حقيقة هذه التنظيمات، إضافة تكون هناك منابر إعلاميه توعي الشباب ومنابر تعليمية تعلّم الشباب أصول دينهم وأمور بحيث لا يكونون عرضة للسفهاء.

أجندات داعشية
من جهته أكد المحكّم القضائي في وزارة العدل الدكتور حسن محمد محمود سفر أن ما يقوم به هذا التنظيم الموسوم بالدولة الإسلامية لا علاقة له بما جاءت به الشريعة الإسلامية من الوسطية والاعتدال، لافتا إلى أن الشباب السعودي نموذج للأخلاق والسلوك والاعتدال، غير أن ضعاف النفوس وأيضا بعض الأجندات تجهز الشباب وتجيشهم نحو اعتناق أفكار متطرّفة كالدولة الإسلامية، وهذا التنظيم بعيد كل البعد عن الأرضية الإسلامية لأن الأرضية الإسلامية تقدّم سلطة الإمام وطاعته وهؤلاء خارجون عن الإسلام وطاعة الإمام وهم يدعون إلى الانتحار والذبح وخلق الفوضى.
وألمح مسفر إلى أن أن الواجب على العلماء والفقهاء وأساتذة الجامعات أن يفتحوا الحوارات والنقاشات بينهم وبين الشباب حتى يوعوهم وينبهوهم على خطورة هذا التنظيم ولا يكفي ذلك بل لابد من أن ينزل العلماء والفقهاء إلى الميدان فإذا كانت الفتاوى الورقية لا تكفي، فلا بد من فتاوى حوارية وشرح الأخطار، وأيضًا تلاقح الأفكار بين العلماء والفقهاء، وهؤلاء الشباب حتى يكونوا نبتا صالحا ويقوموا إلى ما يدعوه إليهم دينهم وارتباطهم وطاعتهم لولي أمرهم.

التشدد الصامت
بدوره أكد الكاتب الدكتور أحمد الفراج أن داعش استغلت العاطفة الدينية عند الشباب ومن يتابع وسائل الإعلامي يلاحظ هذه العاطفة لكن هذا التعاطف في الآونة الأخيرة قل، وخصوصا بعد ظهور جرائم داعش، فالعاطفة الدينية تستطيع من خلالها هذه التنظيمات أن تستقطب كثيرا ولو رجعنا إلى التاريخ سنجد ذلك.
وأضاف الفرّاج أن هناك مشكلة أخرى غير العاطفة وهو ما يسمى بالمتشددين الصامتين وقال: هؤلاء للأسف الشديد هم من المحسوبين على العلم الشرعي وهم من يغرر بالشباب كما نعلم، وهؤلاء لا يغررون بأنفسهم ولا بأبنائهم، وإنما يغررون بشباب وأبناء الآخرين.
وأشاد الفراج بالدور الأمني وما تقوم به الجهات الأمنية من دور كبير وجبار في محاربة التيارات المتطرفة ونجحت نجاح باهرا في تلك المحاربة، مؤكدا ضرورة وجود مواجهة فكرية إلى جانب المواجهة الأمنية.
نأي العلماء
وعتب الفراج على العلماء والمشايخ وخصوصا العلماء المعتبرين كهيئة كبار العلماء وقال: إن بعضهم ينأى بنفسه عن التعليق في مثل هذه الأمور مع أن رأيهم مهم جدا ومطلوب ومؤثر ولعل هذا ما قصده خادم الحرمين الملك عبدالله عندما تحدث في كلمته للعلماء وقال لهم بلغة صريحة واضحة (اتركوا الكسل).
ونوه الفراج إلى أنه قد تصل الأمة ويصل الوطن إلى مرحلة يكون السكوت فيها خيانة للوطن.
وأنه لابد أن تتظافر جهود العلماء مع الجهود الأمنية، وكذلك تكون هناك قرارات صارمة من الوزارات المعنية كوزارة التعليم والشؤون الإسلامية.
ووصف الفراج قرار سمو الأمير خالد الفصيل وزير التربية والتعليم بالقرار الثوري والقرار المهم جدا في ربط الأنشطة في المدارس بسموه شخصيًا لأن هناك من يستغل هذه الأنشطة في تجنيد أبنائنا والتغرير بهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store