Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مطلوب خارطة طريق لطيران التحالف المحارب

هل كانت مصادفة أن تتسلم الجماعة ( الحوثية ) الجزء الشمالي من اليمن بصورة تكاد تكون مشابهة لتسلم ( داعش ) جزءًا من العراق ..

A A
هل كانت مصادفة أن تتسلم الجماعة ( الحوثية ) الجزء الشمالي من اليمن بصورة تكاد تكون مشابهة لتسلم ( داعش ) جزءًا من العراق .. استسلام القوات المسلحة ، السيطرة على القواعد العسكرية ، كسب كميات كبيرة من السلاح والذخيرة في المستودعات العسكرية بقواعد الجيش ، الاستيلاء على الدبابات والمصفحات والمدفعية والصواريخ وبعضها في المستودعات لم يتم استخدامها بعد ، والوصول إلى خزائن الأموال أكانت في وزارات المالية والبترول أو البنوك .. علماً بأن الإثنين ( داعش ) و ( الحوثيين ) لم يملكوا جيوشاً ولا طائرات ولا قيادات عسكرية ، ولم نعرف عنهم أنهم انتظموا في فرق عسكرية وقيادات تديرهم وتنظم عملهم .. وأن كانوا بالطبع يتمتعون بنوع ما من التنظيم العسكري .
وبينما قال الحوثيون أنهم على استعداد لدعم انفصال الجنوب عن اليمن ، سارع الإيرانيون بالإعداد لعلي سالم البيض ليدخل الجنوب منتصراً بحماية محلية وإقليمية يتولاها الحرس الثوري الإيراني بكوادر مـــن ( حزب الله ) اللبناني ، فإن ( داعش) أعلنت دولة خلافة سنية وفتحت الحدود العراقية السورية لتمكين الجزء السوري للالتحاق بالجزء ( المحرر ) في العراق ليصبح الاثنان نواة دولة الخلافة السنية . فهل هي مصادفة أن يجري الإعداد لإشعال حرب أهلية يمنية بين الجنوب السني الراغب في إستعادة دولته والشمال الزيدي الذي لازال يعتقد أنه بالإمكان معالجة عيوب الوحدة تحت إطار الدولة الواحدة لا الدولتين والمستعد للقتال في سبيل الحفاظ على الوحدة .. وفي الجانب المقابل حرصت ( داعش ) على بث الأفلام والصور لجزها رؤوس الرهائن وقتلها للسنة الذين لا يقبلون بها ، بحيث دفعت جماعات المقاومة السورية والعشائر العراقية لحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم ومنع داعش من السيطرة على مناطقهم . وفجأة يعلن كيان جـــديد أطلق عليه صفة ( داعش ) اليمنية عن تحديه للحوثيين بسبب إنتمائهم الطائفي قائلاً : (( أعلموا أن دماء أهل السنة عزيزة غالية ولن تضيع سدى بعد اليوم )) .. ولاحظوا أن الدفاع هنا ليس عن اليمن ولكن عن أهل السنة منهم فقط مهدداً الحوثيين : (( جئناكم بالذبح فوالله لنقطفن منكم كل رأس ولنجتثن منكم الأساس فجهادنا لن يتوقف حتى نمكن لديننا ... ويكون الدين كله لله " .. وتنادي ( داعش ) اليمنية أهل السنة : (( أما آن لكم أن تصحوا من غفلتكم وتزيلوا عنكم هذا الوهن الذي غطى قلوبكم وتقفوا مع إخوانكم المجاهدين فهم السد المنيع لكم في وجه هذا التمدد الحوثي الرافضى )) .
من الصعب أن لا نصنف ما يجري في عالمنا العربي بأنه حرب طائفية ، فهناك قوى ( يبدو أن إيران اندفعت إليها أو أنها جزء منها ) تدفع إلى قتال شيعي – سني ، فهل أمريكا هي من يحرك هذه المؤامرة ضد المسلمين ؟ وهل الهدف الإسلام ؟ أم الحرب الطائفية وسيلة لإسقاط النظام العربي وإحلال نظام جديد حسب المواصفات الأمريكية مكانه ؟
إدارة أوباما لا تملك حسب تصريح أوباما نفسه إستراتيجية لسوريا أو غيرها في المنطقة ، أي أن أوباما ومستشاريه لا يملكون رؤية مستقبلية لما يدور في المنطقة . ولكن هناك حركة على الأرض تدفع إلى تصعيد الفوضى وإشعال النيران في أجزاء متعددة من العالم العربي ، فإذا كان أوباما ( ومعه مستشاروه ) عاجزاً عن رؤيتها أو الإحساس بها ، فمن في النظام الأمريكي صاحب ومنفذ برنامج (الفوضى) الحالية ، ومن هو المسئول عن الدماء التي تسيل في عالمنا العربي ؟
وتجاه هذا الوضع يجب أن يكون للدول العربية ( الحليفة) لأمريكا في حربها ضد داعش موقف .. ويتمثل هذا في المطالبة باستراتيجية فيما يتعلق بداعش في سوريا تتضمن القضاء على النظام السوري الحالي ، الجميع متفقون على أن الحرب الجوية القائمة الآن لن تؤدي لوحدها إلى القضاء على داعش أو غيره ، بل أنها تساعد النظام السوري القائم على التفرغ للقضاء على جماعات الثوار المعتدلة ، وتمكينه من إعادة سيطرته على مناطق خسرها لصالح الثوار . لذا فإن وضع إستراتيجية ، يتم تنفيذها ، ستؤدي إلى إنهاء مأساة النظام السوري الحالي وستدفع إلى أن تحدد أمريكا موقفاً أكثر وضوحاً وأقل انهزامية فيما يتعلق بإيران ، وسوف ينعكس هذا الأمر ، متى تم ، على باقي المنطقة . إذ أننا بدونه ندور في حلقة مؤامرات متتالية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store