Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تصريحات الجنرال جون ألان

الجنرال جون ألان الذي اختاره أوباما منسقاً ومديراً لحملة التحالف في حربها ضد (( داعش )) ، أدلى بعدة تصريحات لا تبشر بالخير لمنطقتنا ، ولا لملايين اللاجئين السوريين ، إذ قال إن الولايات المتحدة الأمريك

A A
الجنرال جون ألان الذي اختاره أوباما منسقاً ومديراً لحملة التحالف في حربها ضد (( داعش )) ، أدلى بعدة تصريحات لا تبشر بالخير لمنطقتنا ، ولا لملايين اللاجئين السوريين ، إذ قال إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تنسق مع الجيش السوري الحر ، بل تنوي بناء وحدات قتالية في العراق وسوريا لتقوم بمحاربة داعش ، إلا أن هذا الأمر كما قال : " لن يحدث حالاً ، نحن نعمل الآن على إقامة معسكرات للتدريب ، وبعدها سنقوم بعملية تدقيق وفحص للمتقدمين لهذه المعسكرات ، ثم نأتي بالمدربين والمقاتلين لبناء تلك القوة " .. ثم أضاف " أن الأزمة في العراق تأتي في طليعة أولوياتنا في الوقت الحالي " .
بصراحة هذا شيء مزعج ، وليس من الواضح إذا كان الجنرال ألن يتحدث عما ينوي عمله فحسب ، أم أن هذه هي الاستراتيجية التي توصلت إليها إدارة أوباما الذي أعلن بداية الحملة أنها سوف تستمر لسنين. وإن كانت تصريحات الجنرال ألان تبدو على أنها السياسة التي أقرتها إدارة أوباما بصرف النظر عن المآسي التي تتسبب بها الأوضاع الحالية لا في سوريا فحسب بل والعراق أيضاً . علماً بأن هذه الإدارة تتحمل مسئولية كبيرة تجاه الأوضاع الحالية نتيجة لتصرفاتها التي لا تدل على احتراف سياسي عندما واجهت الوضع في العراق في بداية توليها البيت الأبيض وشجعت بإجراءاتها على اندفاع المالكي ، رئيس وزراء العراق السابق ، في سياساته الطائفية التي مزقت البلاد وشجعت التطرف السني في مواجهة التطرف الشيعي الذي انطلق بشكل مأساوي تحت مظلة الحكم العراقي الحالي .
الإستراتيجية الأمريكية في مواجهة ( داعش) تدل على عدم استعجال واشنطن لحل المعضلة التي تواجه المنطقة من الحركات الإرهابية المتطرفة ، وتحمل مؤشرات على أن إدارة أوباما لن يسوؤها أن يتدهور الوضع لأسوأ مما هو عليه . ليس في العراق وسوريا فحسب ، بل في مختلف أنحاء الوطن العربي . وانظروا لرد الفعل الصامت للأمريكيين في مواجهة التمدد الحوثي في اليمن واستيلائهم على صنعاء . الأمر الذي يثير القلق تجاه النوايا الحقيقية الأمريكية تجاه المنطقة واحتمالات بروز ( مفاجآت ) في بلد عربي هنا أو هناك . وهو وضع يستدعي دراسة معمقة وصريحة للأوضاع الداخلية في كل بلد عربي ، بما في ذلك دول الخليج التي أخذ الإعلام الأمريكي والأوروبي ، ومنظمات حقوق الإنسان المسيسة فيها ، الإهتمام بها تارة باتهام دول خليجية بأنها موطن ممولي الحركات الإرهابية كداعش والنصرة ، أو اتهام دول خليجية أخرى بإضطهاد الأقليات ( الشيعية ) فيها.
وكان جميلاً أن ينظم " مركز الإمارات للسياسات " خــلال الثلاثة أيام الماضية ( 18 – 20 أكتوبر ) لقاءً تحت مسمى ( حوار أبوظبي الإستراتيجي ) دعا إليه نخبة من المفكرين والأكاديميين والكتاب من جميع أنحاء العالم في محاولة لفهم ما يجري من متغيرات دولية وإقليمية وتأثير ذلك في منطقة الخليج العربي . وأتطلع لمعرفة الحوارات الرئيسية في هذا اللقاء . كما أني آمل أن تكون هناك ندوات أخرى في منطقة الخليج تسعى إلى فهم ما تواجهه الدول العربية وتحاول تحديد مسار الطريقة التي يمكن بها مواجهة التحديات القائمة على أمل أن يتم غربلة المقترحات المتعددة وقيام أصحاب القرار ببداية مسيرة طريق ، طال انتظارها ، تستطيع بها شعوب المنطقة الخروج من عنق الزجاجة التي يعيشون فيها ، حيث لا أعيدوا لداخل الزجاجة ولا أتيحت لهم الفرصة للإنطلاق خارجها .
الطريقة الوحيدة لمواجهة ما يأمل الآخرون تحقيقه لمنطقتنا هو أن نستبق نحن ما نتوقع حدوثه ونحدد طريقاً آخر نسعى عبره لقيادة شعوبنا في مسيرة قد تطول يمكن بها مقاومة أي مخططات أو مؤامرات تأتي من الخارج .
وعودة إلى ما قاله الجنرال جون ألان ، فالمنطقه لا تتحمل سنيناً من الفوضى الدموية كما هو حاصل الآن في سوريا والعراق وغيرهما ، بل إن استمرار هذه الفوضى الدموية يجعل احتمال تعرض بلدان عربية أخرى لمحاولات تخريب مشابهة لما يقوم به تنظيم ( داعش) أو ( جماعة الحوثيين ) بمباركة علنية أو سرية من قوى دولية تأمل تحقيق مخططات خاصة بها للمنطقة أكان تحت مظلات طائفية أو شعارات وطنية ، يجعل هذا الاحتمال قائماً ، مالم نقم بقطع الطريق على مثل هذا الاحتمال وتقليص فرص بروزه .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store