سعوديون يطاردون البطالةبنكهة الكبّة اللبنانية

«أكلات قوم عند قوم فوائد» هذه المقولة، التي قد تكون مبتكرة للتو ربما كانت سببًا في شق طريق باب الرزق أمام عدد من الشباب في الأحساء، إذ وجدوا في أنفسهم موهبة تحتاج إلى الاكتشاف، ألا وهي إتقانهم لعمل الكبة التي تعد إحدى الأكلات المفضلة والمشهورة في لبنان.
فبعد محاولات عدة من هؤلاء الشباب لطرق أبواب العمل، التي أبت أن تفتح لهم جاء الفرج ووجدوا الحل في مفتاح الكبة، التي دخلوا بواسطتها إلى مجال العمل الحر عبر إنشاء بسطة لبيع الأكلات الشعبية الأحسائية.
أكلات شعبية
يتنقل محمد علي الراشد وعبدالمنعم بن علي وقاسم محمد قاسم، وعبدالمحسن قاسم بن راشد ببستطهم بين الأسواق والمهرجانات، التي تنظم في المنطقة يعرضون عليها بعض الأكلات الشعبية الأحسائية مثل البطاطا، الباجلا، الفلافل، وورق العنب، السمبوسك، المطبق، مؤكدين أنهم يجدون في عملهم متعة كبيرة، خاصة أنهم يجنون منه ربحا وفيرا.
رضا الزبون غاية
في البداية أوضح الشاب محمد علي الراشد أنه يعمل مع أبناء عمومته منذُ سنوات في هذه المهنة، مبينا أنهم يجدون إقبالا كبيرا من قبل المتسوقين والسُّياح في الأسواق والمهرجانات.
وبيَّن أنَّهم يتنقلون بمعداتهم من مكانٍ إلى آخرولا يجدون صعوبة في ذلك، قائلة: «رضا الزبون غايتنا»، مشيرا إلى أن العمل الجماعي يزيد من نشاطهم.
أسعار مناسبة
فيما لفت عبدالمنعم بن علي إلى أنهم يجيدون صنع الكثير من الأكلات الشعبية والمعروفة بالأحساء، ويتفننون في عملها بأيديهم أمام الزبائن، مضيفا: «يهمنا في المقام الأول النظافة والجودة ورضا الزبون والعميل، حيث نعد له ما يطلبه وأسعارنا مناسبة جدا، ويكفي أنها طازجة».
شرف وكرامة
أما قاسم محمد قاسم، فأكد أن العمل ليس عيبًا، قائلا:»العمل شرف وكرامة للإنسان ويغني عن السؤال والذل والإهانة، فاليد العاملة خيرٌ من العاطلة».
وأضاف: «دأبنا جميعًا على العمل في هذه الماكن منذ فترة، إذ نعد بعض الأكلات الشعبية المعروفة والمشهورة والخفيفة وهي مجموعة تشاكيل من بطاطا وورق عنب وفلافل وكبة وسمبوسك ومطبق وغيرها من الأكلات المحببة لدى الصغار والكبار وبأسعار مقبولة جدا».
خير وبركة
ويؤيده الرأي الشاب عبدالمحسن قاسم بن راشد، مشيرا إلى أنَّ العمل في خير وبركة وليس فيه عيبًا، إذ يرى في تجربتهم مثالا لتشجيع الآخرين على العمل وكسب الرزق الحلال.
وعن المكسب الذي يحققونه، قال: «نحمد الله على كل حال، نحصل على خيرٍ وفير، والمكسب الذي نتحصل عليه يتم توزيعه بالتساوي بعد كل فترة»، لافتا إلى أنه يوجد بينهم توافق وتفاهم في توزيع طبيعة العمل.
حجج واهية
وقال أود أن أوجه رسالة عبر جريدتكم الغراء للشباب الذين يتقاعسون عن العمل ويتهربون بحججٍ واهية، مفاده:»أنَّ مجال العمل رحب، والتجارة فيها خير وبركة، والإنسان يبدأ من العمل الصغير ثمَّ يكبُر وينشئ مشروعًا ويصبح كبيرا، فلا تقللوا من شأن المهن والحرف الصغيرة».