Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

في بر الوالدين وعقوقهما

* كلما رأيت أو سمعت أن ابنًا يقوم على بر وخدمة والديه أغبطه وأدعو له.. وأعلم أنهما «راضيان» عنه..

A A
* كلما رأيت أو سمعت أن ابنًا يقوم على بر وخدمة والديه أغبطه وأدعو له.. وأعلم أنهما «راضيان» عنه.. وأنه لن يحرم من دعائهما له وسيكون -إن شاء الله- من الفائزين بالبشارة المأثورة «الجنة تحت أقدام الأمهات».
* وكلما سمعت أن ابنًا يسيء معاملة والديه وتجريعهما مرَّ المعاملة والقطيعة والهجر المتواصل والاستهانة بحقهما عليه.. دعوت الله له بالهداية والتوبة قبل فوات الأوان.. لأنه يرتكب إثمًا عظيمًا في حق والديه اللذين قال الله تعالى في حقهما في محكم تنزيله: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرًا).. آية (23/24) من سورة الإسراء والآيات في هذا المعنى برًا وتحذيرًا كثيرة.
* سقتُ هذه المقدمة مدخلًا لحكاية مؤثرة يتداولها المجتمع مفادها «إن رب أسرة كان يستجم وعائلته في أحد المتنزهات.. وكانت تجلس قريبًا منهم عجوز ليس معها أحد.. فحنّت عليها هذه الأسرة وزوّدتها بالماء والطعام ولما سُئلت عن مرافقها قالت: إن ابنها أجلسها حيث هي وذهب وقال لها إنه سيعود.. ومع مرور الوقت وعدم عودته ورفضها اصطحابها معهم.. شك رب الأسرة في الوضع خاصة والمرأة طاعنة في السن والشاطئ بدأ يخلو من الزوار، ورغم محاولته هو وزوجته استنطاقها للحصول على معلومات عن ابنها وجهة سكنهما إلا أنها لم تجب بشيء سوى قولها: إن ابنها سيعود؟ فأبت مروءة وإنسانية الرجل أن يتركها لوحدها.. فاتصل بالجهة الأمنية المختصة التي بدورها اتصلت بدار المسنين وهي الجهة المسؤولة عن إيواء واحتضان أمثال هذه الفئات من رجال ونساء، ورعايتهم والقيام على شؤونهم حتى تتضح أمورهم.
* ولي على هذه الحكاية الوقفات التالية:
الأولى: مجازاة ابنها وفق ما يستحقه على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لإخلاله ببر والدته وعقوقها نتيجة لما قام به من تصرف شائن في حقها.
الثانية: الشكر لله ثم للمواطن الذي ظل إلى جانبها ومؤانستها هو وأسرته حتى حلت مشكلتها وتسليمها لأيد أمينة.. ولو كنت مسؤولا لمنحته درع الوطنية والإنسانية من الدرجة الأولى لقاء العمل الوطني والإنساني الذي قام به.
الثالثة: الدعاء الدائم لحكومتنا الرشيدة -أيدها الله وأدام عزّها وأمنها- ممثّلة في قيادتها العادلة الحريصة على أمن وأمان واستقرار شعبها وتبنّيها رعاية هذه الفئات من رجال ونساء، وإيجاد الإيواءات المناسبة والآمنة لهم في معظم مدن المملكة، إضافة إلى تأمين الوسائل الخدمية والمأكل والمشرب والكسوة والعلاج المجاني بالشكل الجيد والإشراف والمتابعة الجادة المستمرة لأحوالهم وأوضاعهم بواسطة مشرفين مختصين.
تنويه:
ورد في نهاية السطر (14) من مقال الأسبوع الماضي الذي نُشر تحت عنوان: «حكم في محله» مفردة «لجريمة» في مجال الرأي العام، والصحّة «لجديته» في مجال الرأي العام، لذا لزم التنويه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store