Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

"العزيزي" تحافظ على مياهنا الإقليمية

جسم مائي شبه مغلق ذلك ما يمثله البحر الأحمر الذي يعتبر نظامًا بيئيًا معقدًا وفريدًا نظرًا لما يزخر به من تنوع حيوي غير مألوف ومستوى عالٍ من استيطان الأنواع البحرية المختلفة، ويعد هذا الجسم المائي الضي

A A
جسم مائي شبه مغلق ذلك ما يمثله البحر الأحمر الذي يعتبر نظامًا بيئيًا معقدًا وفريدًا نظرًا لما يزخر به من تنوع حيوي غير مألوف ومستوى عالٍ من استيطان الأنواع البحرية المختلفة، ويعد هذا الجسم المائي الضيق خطًا مهمًا للملاحة البحرية يشكل جسرًا إستراتيجيًا بين قارات العالم، وقد ظلت موارده الساحلية الطبيعية تعمل على دعم الشعوب على امتداد آلاف السنين إلى جانب بلورتها لثقافة بحرية وتجارية تربط كل شبه الجزيرة العربية وأفريقيا بأوروبا وآسيا، وعلى الرغم من أن جزءًا أكبر من الإقليم ينعم ببيئة سليمة، إلا أن هناك زيادة مطردة في المخاطر البيئية والايكولوجية، خاصة تلك الناتجة عن تدمير المواطن الطبيعية واستغلالها بشكل مفرط الأمر الذي يستدعي دومًا دراسات متعمقة وأبحاثًا متقدمة للمحافظة على البيئة الساحلية والبحرية للإقليم وما تمثله من أهمية استراتيجية واقتصادية واجتماعية، واستشعارًا بأهمية ذلك قامت جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في كلية علوم البحار هذه الكلية الرائدة والمتميزة، بتنظيم (المؤتمر الدولي لبيئة البحر الأحمر) الذي استضافته الجامعة في رحابها خلال الفترة من 17-19محرم 1436هـ، وقد افتتح معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب فعاليات هذا الحدث العلمي الحافل والهام ليجسَّد شواهد نجاحات المملكة في مختلف مجالات العلم، والذي حضره خبراء وعلماء وباحثون من مختلف الدول، وشريحة كبيرة من المهتمين من داخل وخارج المملكة.
جاء هذا المؤتمر وبالتنسيق والتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ليُعد ريادة علمية بمشاركة أكثر من 130 باحثًا دوليًا من الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية وآسيا، حيث ناقش المؤتمر العديد من المحاور كالبيئة البحرية والتنوع الإحيائي والمحميات، وإدارة المناطق الساحلية، والتقنية الحيوية البحرية وتطبيقاتها، والجيولوجيا البحرية وثروات البحار، والموارد البحرية الحية والمصائد ومحور عن الأوقيانوغرافيا وديناميكية البحار، إضافة إلى طرحه مشكلة التلوث البحري بأنواعها، والكيمياء الحيوية البحرية، حيث أن بيئة البحر الأحمر تفرض تحديات علمية وبحثية تتطلب عقد مؤتمرات دولية وأبحاثًا علمية للخروج بتوصيات تسهم في حماية الثروات الطبيعية للبحر الأحمر، والحفاظ على مقوماتها ومواردها البحرية وتقنين التعامل مع بيئتها وحسن إدارتها، خاصة وأن البحر الأحمر يتميز ببيئة فريدة وتنوع إحيائي وشعاب مرجانية.
وناقش المؤتمر أهم المشروعات المطروحة في مجال بيئة البحر الأحمر والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوث البحري والكوارث البيئية وأهم التطورات في مركز مكافحة التلوث البحري في الحالات الطارئة، ومناقشة الموضوعات المستجدة كالتغيرات المناخية والموارد البحرية الحية، والتوعية والتعليم البيئي، وناقش الموضوعات المتعلقة بالحفاظ على البيئة البحرية والساحلية في البحر الأحمر ومكافحة التلوث البحري بالزيت والمواد الضارة الأخرى، كما اهتم بحماية البيئة البحرية من الأنشطة البرية، وحماية التنوع البيولوجي ومناطق المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر.
ولقد أكد الخبراء والعلماء المشاركون بأن هذا المؤتمر وما صاحبه من معرض وفعاليات أتاح الفرصة للجهات المختلفة المشاركة والمهتمة وذات العلاقة ببيئة البحر الأحمر لعرض ما لديها من أنشطة وبرامج ومستجدات علمية، إضافة إلى التعرف على التجارب وتبادل الخبرات مع الأكاديميين والخبراء المشاركين، كما أنها فرصة سنحت للجميع للتعريف بما تشهده المملكة من تطور وما تحفل به من إمكانات، ولتعزيز التعاون والشراكة العلمية بين المملكة ونظيراتها من دول العالم.
جهود علمية وبحثية كبيرة تقوم بها جامعة المؤسس لتؤكد يومًا بعد يوم علو كعبها وتقدمها بخطى واثقة نحو العالم الأول باستضافتها وتنظيمها لمثل هذه الفعاليات العلمية الرائدة ولعل من يُمن الطالع أن يتواكب المؤتمر مع احتفال جامعة المؤسس بوصول وتدشين سفينتها الخاصة بالأبحاث البحرية (العزيزي) وصولها لشواطئ كلية علوم البحار بأبحر بجدة، ويمثل دخول هذه السفينة البحثية المتطورة إلى دائرة البحث العلمي بالجامعة إضافة نوعية فريدة في مجال الدراسات والأبحاث البحرية محافظة على البيئة البحرية وصونًا لمواردها الطبيعية وهي الأولى من نوعها ليس على مستوى المملكة بل على مستوى المنطقة كلها.
نتمنى أن تجد توصيات هذا المؤتمر التي خرج بها العناية والتطبيق من الجهات ذات العلاقة وهو ما يتطلعه الجميع، ولا يخفى علينا أهمية إقامة المؤتمرات العلمية في مختلف المجالات والذي يعتبر واجهة مشرقة في تقدم الدول ووسيلة من وسائل الارتقاء العلمي والتواصل المهني على أعلى مستوى.
والله من ورا ء القصد
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store