Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إنسان هذا الزمان (1)

سؤال في اعتقادي أنه قد وافق الصواب: هل العيب في الزمان أم فيمن يعيشون فيه؟! هذا سؤالي.. فمن يجيب ؟ والسؤال الآخر: هل رأيت حاقدًا أو منّانًا يفعل خيرًا أو يبتسم من قلبه في هذا الزمان ؟

A A
سؤال في اعتقادي أنه قد وافق الصواب: هل العيب في الزمان أم فيمن يعيشون فيه؟! هذا سؤالي.. فمن يجيب ؟ والسؤال الآخر: هل رأيت حاقدًا أو منّانًا يفعل خيرًا أو يبتسم من قلبه في هذا الزمان ؟ لا يبتسم هذا الصنف إلا إذا رأى ضحيته تقترب منه.. فيبتسم لها. سوف ترى بعضًا من هذه الأصناف تجلجل في استقبالاتها لمن يفد إليها، بالطبع أنك قد رأيت هذه الأصناف في يوم من الأيام، وإنني متأكد من أنك أن رأيت مثلها فسوف تظلُّ مندهشًا مستغربًا لوقت قريب، ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه في زماننا هذا.
إنني مندهش وأتساءل: هل هذه الابتسامات المنبعثة من هذه الأصناف المريضة؛ ماضية دون توقف ودون تبصر على مدار الدهر؟ شيء محير.. اللهم أَنِر بصائر الحاقدين ليهتدوا، واجعل فيهم الخير لمجتمعاتهم.
وقد تندهش وأندهش معك.. هل نحن واهمون فيما يصدر من هذه الأصناف؟ نسأل الله -عز وجل- أن نكون متوهمين لا متيقنين، لست أدري، ولست قادرًا على التصديق؛ أن حاقدًا أو منانًا يبتسم من القلب.
إنني أعيش مذهولًا من هذه الأصناف، وإنني على يقين بأن الحاقدين والمنّانين والمنافقين إذا ارتأوا أن الابتسامة مفيدة لعمل ما يريدون تحقيقه فإنهم يعطون الابتسامة دون تردد ولا تفكير.. لماذا ؟ لينالوا مرادهم ويُحقّقوا غاياتهم من الضحية، أو تراهم يُفكِّرون بخبث لينالوا غاياتهم وأهدافهم غير البريئة، فإذا تأكدوا من أن الابتسامة تفيد بلوغ مرامهم، فإنهم يعطونها حتى ولو كانوا متأزمين متكلفين في هذه الابتسامة، ولنعلم أنها بالطبع ابتسامة من وراء القلب، ولكن علينا أن نحترس ونتساءل: ما القصد من وراء هذه الابتسامة؟.. أن ابتسامة الحاقدين والمنانين هي السمُّ بعينه، وعلينا أن نواجه هذه الغايات بالشفقة والرحمة؛ لأنهم مرضى، ولا يسعنا في هذه الكلمة المشمولة بالنصيحة إلا أن نقول: اللهم اشفهم وطهِّر أنفسهم. وعلى كل مؤمن تقي أن يتمسك بحبل الله -تبارك وتعالى- فإنه ملاذ كل تقي، وعلينا بالإخلاص والصدق مع أصحاب النفوس المريضة، عسى الله -عز وجل- أن يهديهم، وقد ينتقدنا البعض فيما تكرّر منّا من كثرة العفو والصفح والشفقة لهؤلاء المرضى.. نرجو العذر؛ لأننا متأثرون بما قرأناه عن المنافقين من عهد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وحتى يومنا هذا، معتذرين لك أيها القارئ الكريم لأنه قد ترك لهم العنان، وعاشوا معه وهو يعرفهم؛ ورغم ذلك سأل الله أن يعفو عنهم.
ولنعلم علم اليقين بأنه لا ضرر إلا ما قد كتبه الله علينا، ولا نفع لكل منّا إلا بإذن الله.
إنني قد رأيت كثيرًا من الحاقدين وقعوا في حبائل حقدهم؛ لأن الله -عز وجل- سوف يُسلِّط عليهم أفكارهم المدبرة للسوء، فيقعون في شر أعمالهم.. لماذا ؟ لأنهم قد ضلوا الطريق.. طريق الهدى والتقى، ولكن ما يدهش المؤمن من هذه الفتنة أنه عندما يصادفهم؛ يراهم قد صدّقوا أنفسهم بأنهم هم الأذكياء، وأن الابتسامة التي يعطونها ستجعلك تطمئن إليهم وتصدقهم بها.. سبحان الله! لقد أصبحوا في طغيانهم يعمهون.. وهنا نقول لكل مؤمن: بأن عليه أن يطمئن قلبه بأنهم لا يستطيعون مضرة أحد إلا بإذن الله -عز وجل- ولا تتعجب من الحاقدين فإنهم يطمئنون القلوب بالأحاديث المعسولة، ويتظاهرون أمامك، ويشعرونك بأنهم من أهل الخير والصلاح، وقد غفلوا أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون، ونحن متأكدون أن الله سوف يحفظ أهل القلوب النظيفة، ويجعلهم على طريق الخير بفضله، وسوف يكشف لنا المبتغي والمقاصد الدّنيئة لهؤلاء المرضى.
إن من يتعامل مع هذا الصنف أو اضطر إلى التعامل معهم نقول له: اطمئن فسوف يكشفهم الله لك في أسرع وقت.. وهنا لي إشارة فأقول: علينا بأن نحسن الظن بكل من ابتسم أمامنا؛ ونعتمد على الله ونسأله تعالى أن يصرف عنّا شرور الحاقدين، ولنعلم أن الله مع كل مؤمن، وأنه يُحب المُتسامحين أصحاب القلوب النظيفة التي تتمنى الخير لك، مَن تعرف ومَن لا تعرف.. فنحنُ -صنف البشر- قد أمرنا الله -تبارك وتعالى- بعدم التحاسد والتباغض، ولنكن عبادًا لله إخوانا، مخلصين لكل البشرية.. ولنعلم بأننا نضع اللوم على زماننا، ولكن لا ذنب لزماننا فيما نصنع.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store