Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مكانة المملكة ويوم الَعَلَمْ

كم سُعدت الأمتان العربية والإسلامية حين صرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أيام بأن اتفاق الرياض التكميلي أنهى كافة الخلافات مع بدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك لمصلحة جمي

A A
كم سُعدت الأمتان العربية والإسلامية حين صرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أيام بأن اتفاق الرياض التكميلي أنهى كافة الخلافات مع بدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك لمصلحة جميع الشعوب مع أمله -حفظه الله- في بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء العرب وناشد -رعاه الله- الأشقاء جميعًا أن يقفوا صفًا واحدًا نابذين أي خلاف فالحكمة ضالة المؤمن.
حقًا.. هذه هي الحكمة عينها التي يعالج بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القضايا بحنكة وبصمت ورؤية وروية دون ضجيج، وجاءت كلمته بشارة خير أثلجت الصدور وأفرحت الشعوب وأعادت المياه لمجاريها والعلاقات لمسارها الطبيعي وساهمت كثيرًا في تنقية الأجواء في ظل الظروف الحرجة مع الوقوف جميعاً بجانب الشقيقة العزيزة مصر.
حقاً وصدقاً هذه هي مصلحة الأمتين العربية والإسلامية وليس مصلحة الخليج فقط. تأتي هذه التصريحات وهذا الموقف التاريخي له -حفظه الله- لتؤكد علو كعب بلادنا قبلة المسلمين في الحرص الفعلي على مصالح الأمتين العربية والإسلامية والتأكيد أن المملكة العربية السعودية هي الموئل الحقيقي للأمتين العربية والإسلامية والمحضن لشعوبها وهي القائدة الرائدة للشعوب المحبة للسلام بحكمة وحنكة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وهنا راودتني فكرة تعزز موقعنا في قلوب الجميع بالاعتزاز بهويتنا ووطنيتنا والدعوة الرسمية والشعبية بيوم (الْعَلَمْ) وبرفع العَلَمْ في كافة الجهات والدوائر والوزارات الحكومية عبر مبانيها وهو ما يشير إلى توحيد هذا الكيان الكبير عبر قلوب أبنائها قبل أراضيها ومبانيها. ويجب أن يسبق هذه المناسبة دليلٌ إجرائيٌ وإرشاديٌ متكاملٌ حول استخدامات عَلَمْ المملكة راية التوحيد، متضمنًا هذا الدليل شرحًا تفصيليًا حول التعامل مع الَعَلَمْ الأخضر الذي يحمل راية التوحيد في كافة الأحوال، وبما يوحد استخداماته ويحفظ هيبته من العبث ويحافظ عليه بمثابة كونه رمزًا للوطن وشعارًا للشعب السعودي النبيل.
وبصفة عامة هذا ما يؤكد أن عَلَمْ المملكة المميّز والفريد من نوعه يمثل اتحادًا للإرادة والعزيمة والقدرات، ووحدة الوطن، ويوحّد القلوب على عشق تراب الوطن، ويوحد الطاقات والإمكانات لصنع مستقبل واعد مشرق، حيث في ظل علم الدولة تنهض ثقافة الوحدة ويتعمق مفهوم الوطن الكبير وتتفوق آليات التنمية وبرامجها وتتوالى نجاحات عالمية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسة والتعليم والإدارة والثقافة والفنون والإعمار وغيرها.. وتلتقي وتتصادق ثقافات من كافة جهات العالم.
أيضاً مناسبة كهذه فيها استذكار للأيادي الطاهرة لمؤسس الدولة -المغفور له- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي رفع الَعَلَمْ أول مرة، واستحضار للتضحيات التي أبقت هذا العلم مرفوعاً خفاقاً عالياً على مر الزمن، واستذكار للمنجزات والمكتسبات التي رسخت مكانته بين دول العالم وحجزت له مكانًا متقدمًا بين الأمم والشعوب.
إن الاحتفال بمثل هذه المناسبة الغالية إنما هو ترسيخ لقيم حب الوطن وصدق الانتماء لترابه والعمل على رفع شأنه عالياً نحو آفاق التطور والتقدم الإنساني والتوازن بين تحقيق التنمية بمستوياتها المختلفة، فيوم الَعَلَمْ لحظات تاريخية طويلة وعميقة ومناسبة تزيد من ثقافة تقدير الَعَلَمْ باعتباره رمزاً للانتماء للوطن، ورمزًا أساسيًا لسيادة الدولة والمحافظة على مكتسباتها، فعَلَمْ الدولة ليس قطعة قماش تحمل ألوانًا بل هو رمز يعيش في النفوس والوجدان يحمل راية التوحيد، فقد بُذل من أجله الغالي والنفيس ليبقى مرفوعًا خفاقاً ليس في قلوب السعوديين بل في قلوب كل المسلمين وهذا ما يميّزنا بين الشعوب، وهو شعار يرفرف عاليًا يربطنا بالوطن ليؤكد للقاصي والداني أن هذه البقعة الطاهرة من العالم هي وطننا الغالي وكياننا قبلة المسلمين على وجه المعمورة.
نعم.. لِعَلَمْ بلادنا الحبيبة الذي هو بمثابة ثقافة يجب أن ترسخ في أذهاننا وعقولنا احترامًا وإيمانًا وتصديقًا بمعاني ألوانه والعمل بها ولها فهو عنوان الوطن، كما أن يوم الَعَلَمْ يمثل يوم وطني شعبي تشارك فيه كل أطياف المجتمع للتعبير فيه عن عشقهم للوطن، وامتنانهم لمؤسس دولتهم ورحاله المخلصين وأبنائه البررة من بعده، ووفاءهم لهذا الوطن الغالي والقيادة الرشيدة، كما يمثل رمزًا للوحدة والوفاق وتجديدًا للولاء والانتماء للوطن الغالي وتجسيدًا لصورة قبلة المسلمين مشرقة تخفق الرايات فيها عاليًا تأكيداً على الحب والولاء وخدمة الَعَلَمْ ورفعته وبذل الروح من أجله ليبقى شامخًا خفاقًا قويًا.
نتمنى في مملكتنا الحبيبة أن تنطلق حملة وطنية رسمية وشعبية احتفالاً بيوم الَعَلَمْ كواحد من أيام الوطن الخالدة نرفع فيه علمنا بكل فخر وإعزاز في كل الوزارات والدوائر والهيئات والمدارس وكل مرافقنا حتى تنبض حبًا وتخفق شرفاً وتتغنى قلوبنا ولاء في حب الوطن، فجميعنا نقدم مشاعرنا النبيلة تجاهه في التفاني والمثابرة لخدمته التي تعد شرفًا يناله الحريص على حفظ أرضه وإعلاء مكانته بين الدول وفيه نتلمس أصالة الشعب المخلص لقيادته الرشيدة، وليكون علمنا عاليًا خفاقًا إيمانًا بقيمة العلم رمزًا للولاء والانتماء وقوة الوحدة، ولنجدد بذلك العهد على خدمته ورفعته وبذل الروح من أجله حتى يبقى علمنا راسخًا شامخًا خفاقًا قويًا ومصدرًا لفخرنا بوطننا وعلى قدر رفعة حبه في قلوبنا وقلوب كل المسلمين.
ونتمنى أن يرتقي وطننا دومًا إلى أرفع المراتب المتقدمة في العالم، وفي التقدم الاقتصادي والاجتماعي واستيعاب التطورات التكنولوجية الحديثة، فضلاً عن ماشهدته وتشهده من إنجازات متتالية في ظل قيادتنا الرشيدة التي تسعى نحو هدف رفعة المواطن.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store