Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الآن.. حان موعد الاتحاد الخليجي

الاتفاق الخليجي الأخير في مدينة (الرياض) برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يُشجّعنا على إعادة التذكير بالاتحاد الخليجي الذي نادى به العاهل السعودي خلال لقاء القمة الخليجية في ا

A A
الاتفاق الخليجي الأخير في مدينة (الرياض) برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يُشجّعنا على إعادة التذكير بالاتحاد الخليجي الذي نادى به العاهل السعودي خلال لقاء القمة الخليجية في الرياض أواخر شهر ديسمبر 2011.. حينها قال الملك عبدالله لأشقائه القادة الخليجيين بعد أن أسهب في الحديث عن الأوضاع القائمة: "أطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير ويدفع الشر إن شاء الله".
ومنذ ذلك النداء (ثلاث سنوات) لم نسمع ما يُشجّعنا على الاعتقاد بأن مجلس التعاون الخليجي في سبيله للإقدام على تعاون أوثق فيما بين أعضائه ضمن كيان اتحادي يحقق أحلام الخليجيين المتعطشين إلى الاتحاد في كيان قوي. وإن كانت تدور خلف الأبواب المقفولة أحاديث ماراثونية حول لون وشكل الدولة الاتحادية المقترحة لم تثمر الكثير حتى الآن، وكثيرا ما أضرت بها المواقف السياسية عن هذا الطرف أو ذاك.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الرجل الذي يمكن أن يجمع الخليجيين، حكاما وشعوبا، على أمر يراه يحقق مصالح الجميع. نظرا إلى أن الشعوب تثق به وتحبه، ويحترمه قادة الخليج ويثقون بحكمته. والاتحاد المطلوب يتطلب قرارا سياسيا، وإجراءات سريعة لا يتيح للكتل البيروقراطية وللأجهزة الاستشارية المتعددة، وهي جميعها لا تمثل الضمير الخليجي، اللعب على الوقت والدخول في مجادلات تؤدي إلى مزيد من التأخير لهذا الحلم الخليجي الكبير.
ويجب الاعتراف، ونحن نُمهِّد لدولة خليجية اتحادية أن لدولة مثل قطر أحلامها وتطلعاتها وكذلك الأمر بالنسبة للإمارات أو الكويت أو البحرين أو عمان أو السعودية، ومثل هذه التطلعات لا يفترض بالاتحاد الخليجي إنهاؤها، وإنما إعطاؤها مساحة وقوة دعم في إطار كبير. ولن يتفكك الاتحاد الخليجي نتيجة لتطلعات وسياسات هذه الدولة الخليجية أو تلك، بل تكون هناك قواعد وأسس لمعالجة أي انحراف، وأن يكون الخلاف والعلاج علنيا وشفافا، لتقتنع الشعوب، قبل القادة، بسلامة النظام الاتحادي القائم. وهناك نماذج اتحادية، مثل الاتحاد الأوربي، يمكن أن يستفيد المشرعون الخليجيون من خبرتها.
وعلى الخليج أن يواجه واقع أنه لا يعيش في جزيرة معزولة عن محيطه العربي، فالعراق واليمن والأردن يمكن أن تكون جزءًا منه، كما هو الأمر بالنسبة لمصر وغيرها من الدول العربية. وتحدد شروط يقبل بها الراغبون الانضمام للاتحاد الخليجي، تؤهل كل منها من الناحية الاقتصادية والأوضاع القانونية حتى تستطيع المشاركة في أعمال الكيان الاتحادي والاستفادة منه بشكل متدرج. ومن الواضح أن لا اليمن ولا العراق تستطيع أي منهما الدخول في الوقت الحاضر في تجربة اتحادية خارج إطار وطن كل منهما، نظرا لعدم توفر إجماع وطني في أي من هذين البلدين على حكومة تمثل البلاد، إلى جانب عدم الاستقرار الأمني الذي تشهده كل منهما.
وقد نكون نستبق الأحداث بالتوسع في الحديث عن توسع الدولة الاتحادية. إلا أن ما يدفع إلى الاستعجال أن اللحظة الحالية هي لحظة تاريخية بالنسبة لنا، فهناك إجماع حول قائد واحد لا تحبه الشعوب الخليجية فحسب، بل له محبة في قلوب الأغلبية من مواطني البلاد العربية، كما أنه يعتبر لدى الجميع قائدا صالحا بعيد النظر وموثوقا به. لذا فإن نجاحه بإعادة اللحمة إلى الصف الخليجي بعد الخلاف الإعلامي الحاد الذي شهده، يجعلنا نطمع في أن يتمكن من دفع قادة مجلس التعاون القبول بالكيان الاتحادي الموعود.
حان الوقت للاندفاع إلى الأمام عوضاً عن الدوران في حلقة الشائعات والخلافات وتجاوز توافه الأمور إلى ما هو أهم من ذلك، بإعلان الاتحاد الخليجي والدخول في مرحلة بناء مستقبل خليجي مشترك، يكون لبنة هامة في بناء عربي واحد ضمن كيان اتحادي كبير يحتوي أكثر من ثلاثمائة مليون مواطن ويفتح أسواقهم لمنتجات بعضهم البعض ويحولهم إلى قوة اقتصادية يمكن لها أن تصبح جزءًا من القوى الاقتصادية العالمية.
وقد يكون من المناسب هنا أن نقترح أن تتولى المملكة بصفتها صاحبة اقتراح الكيان الاتحادي بتخصيص وزارة للاتحاد يكون على رأسها وزير يعتمد له الملك برنامج عمل محدد الزمن والمهمات، بحيث يمكنه تحقيق هدف محدد في كل عام، ويعلن البرنامج على الملأ ويُحاسَب المُقصِّر فيه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store