Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل يصل سعر برميل النفط لمائتي دولار ؟

واصلت المملكة العربية السعودية موقفها الرافض تقليص أوبك لإنتاجها من النفط ، وصوتت مع اعتماد دول أوبك ، في آخر اجتماع لها ، المحافظة على سقف إنتاج ثلاثين مليون برميل في اليوم .

A A
واصلت المملكة العربية السعودية موقفها الرافض تقليص أوبك لإنتاجها من النفط ، وصوتت مع اعتماد دول أوبك ، في آخر اجتماع لها ، المحافظة على سقف إنتاج ثلاثين مليون برميل في اليوم . وحذر اقتصاديون سعوديون من أن إبقاء معدل إنتاج البترول مرتفعاً لن يؤدي إلى تحسين أسعار البترول ولا إيقاف استخراج البترول الصخري . إلا أن المؤيدين للمحافظة على إنتاج أوبك بمعدله الحالي يرون أن أسعار البترول المتدنية ستؤدي إلى تحسين اقتصاديات الدول المستهلكة وبالتالي ستعيد حاجتها إلى المزيد من الطاقة وزيادة الطلب وإرتفاع سعر برميل البترول من جديد .
لماذا هذا الجدل والاختلاف حول السياسة البترولية الصحيحة ؟
وجهة نظر المؤيدين لإبقاء كميات الإنتاج كما هي عليه ترى أن قيام أي من الدول المنتجة بتقليص الكميات التي تنتجها ، سيؤدي إلى فقدانها جزءًا من السوق الذي يشتري بترولها لصالح منتجين آخرين ، كما أنه من المعتاد أن يؤدي هبوط سعر البترول إلى زيادة معدل نمو الاقتصاد العالمي . ويقدر المختصون أنه مقابل كل هبوط لسعر برميل البترول بعشرة دولارات فإن حوالي نصف بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي يتحول من مصدري البترول إلى البلدان المستوردة له بحيث تتوفر أموال للمستهلكين تؤدي إلى ارتفاع الطلب على المنتجات والخدمات وبالتالي على الطاقة التي يعود سعرها إلى الارتفاع (هبط سعر برميل البترول بحوالي خمسين إلى ستين دولاراً ) .
ومن الملاحظ أن روسيا التي تشكو من عدم خفض أوبك لإنتاجها كان معدل إنتاجها في الشهور الأخيرة من العام الماضي ما يقرب من أحد عشر مليون برميل يومياً ، ووصل إنتاج أمريكا لحوالي تسعة ملايين برميل في اليوم وضخت ليبيا والعراق وغيرهما كميات تزيد عن السقف المحدد لها من قبل أوبك .. وفي مواجهة هذه الوقائع فإن سلاح أوبك الوحيد المتوفر هو المحافظة على سقف إنتاجها حتى وإن انخفض السعر .
إلا أن الدورة الاقتصادية العالمية تعاني من أمراض متعددة تجعل الاستفادة من انخفاض أسعار البترول سياسة متوسطة إلى طويلة الأجل فالاقتصاد العالمي ضعيف . حيث إن اليابان وألمانيا يشهدان تقلصاً في النمو الاقتصادي لهما ، بينما النمو الأمريكي ضعيف بالمقارنة بما يمكن أن يكون عليه عادة في أحوال مشابهة وأعلنت الصين بنهاية العام الماضي ( 2014) عن تدني معدل نموها الاقتصادي إلى أقل مما كان عليه منذ حوالي ربع قرن .
ورغماً عن أن إنتاج البترول الصخري في أمريكا بلغ العام الماضي تسعة ملايين برميل في اليوم ، ويتوقع ارتفاعه هذا العام بحوالي ثلاثمائة ألف برميل يومياً ، إلا أن عدداً من الشركات البترولية العالمية ، بما فيها شل ، أعلنت عن تجميد أو تقليص عمليات استخراج البترول الصخري وغير الصخري ، وقالت شركة بي إتش بي بيليتون ، أكبر شركة تعدين في العالم برأسمالها السوقي ، أنها ستقوم بتقليص عدد حفاراتها العاملة في التنقيب واستخراج البترول الصخري بأمريكا بنسبة أربعين بالمائة وتأثرت إستثمارات ببلايين الدولارات لشركات عالمية كبرى في مشاريع لا لإنتاج البترول والغاز فحسب بل ومشاريع بتروكيماوية أيضاً ومن أبرزها إعلان شركة شل منتصف الشهر الماضي ، يناير ، عن تخليها عن مشروع بناء أكبر معامل بتروكيماويات في العالم مع قطر تقدر قيمته بحوالي ستة ونصف بليون دولار نتيجة لأوضاع الطاقة الحالية .
خلال مؤتمر دافوس الشهر الماضي ، قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال ، شركة البترول الفرنسية ، أن أسعار البترول ستعود إلى الارتفاع ، " الدورة ستعود والأسعار ستعود إلى الارتفاع أكثر مرة أخرى " .. بينما صرح رئيس شركة أيني ، شركة البترول الإيطالية ، في مقابلة له مع تلفزيون ( رويترز ) بأن سعر البترول يمكن أن يعود للارتفاع إلى مائتي دولار للبرميل الواحد .. ويبقى السؤال متى ستعود الأسعار للإرتفاع ، فهناك دراسات تتحدث أن هذا سيحدث بحلول عام 2030 بينما دراسات أخرى ترى إمكانية تحقق إرتفاع في الأسعارقبل ذلك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store