Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دور مشبوه لجمال بن عمر في اليمن

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ، جون كيري ، في شهادة له أمام إحدى لجان الكونجرس ، أن إيران تواطأت مع الحوثيين لإسقاط حكومة الرئيس اليمني ، عبد ربه منصور هادي ..

A A
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ، جون كيري ، في شهادة له أمام إحدى لجان الكونجرس ، أن إيران تواطأت مع الحوثيين لإسقاط حكومة الرئيس اليمني ، عبد ربه منصور هادي .. ولكن ماذا عن الدور الذي لعبه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ، جمال بن عمر ، في هذا الأمر ؟
ويقول الكاتب اليمني عبد الناصر المودع في حديث له مع « أخبار اليوم « نُشر على مدونته بأن « بن عمر مارس ويمارس أدواراً مشبوهة تضعه في خانة المتواطىء مع الحوثيين ، أوالفاشل في أداء مهمته إن أحسنا الظن بالرجل « .. وما يدفع إلى إساءة الظن بنوايا جمال بن عمر ، أنه لم يُبدِ أي معارضة للتوسع الحوثي في اليمن بالقوة العسكرية . بل أنه كان في زيارتهم بصعدة عندما كانوا يحاصرون صنعاء ويتفاوض معهم إلى أن سقطت العاصمة اليمنية بأيديهم ، وحينها مارس ضغوطاً للتوقيع على الوثيقة التي صاغها الحوثيون ، تحت اسم « إتفاقية السلم والشراكة الوطنية « ، وبالرغم عن أنهم تنكروا لتلك الوثيقة واستولوا على دار الرئاسة وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس هادي ورئيس الوزراء ، فإن بن عمر واصل الضغط على الأطراف السياسية لحضور مفاوضات وضع الحوثيون أجندتها .
تتلقى الحركة الحوثية دعماً إيرانياً قوياً. وأرسل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني كوادر لليمن لتأهيل وتنظيم القوة العسكرية لهم . وبينما لم تهتم دول الخليج كثيراً بما تمثله الحركة الحوثية من خطر على البلاد اعتقدت الأطراف المتصارعة داخل اليمن أن الحركة يمكنها تصفية خصومها بدون أي كلفة على أي منها . فعلي عبد الله صالح ، سعى للانتقام من خصومه عبر الحوثيين ووفر لهم الأسلحة وحث القبائل والقيادات العسكرية الموالية له على دعم الحوثيين أو البقاء على الحياد ، وسخر إمبراطوريته الإعلامية لخدمتهم . والرئيس هادي اعتقد أن من مصلحته إزاحة وتحجيم الأطراف التي يعتقد أنها تعيقه كالرئيس السابق وأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر واللواء علي محسن . أما حزب الإصلاح وحلفاؤه العسكريون والقبليون فقد اعتقدوا أن خروج صالح يجعلهم الرابح الرئيسي ، وبينما سعى الحوثيون لمهاجمة الإصلاح فإن الأخير اعتقد أنهم لا يستهدفونه بل الدولة .
السفارات الغربية في صنعاء اعتبرت أن القوى الدينية المتطرفة ( سنية ) ، وشيوخ القبائل ، وبعض القادة العسكريين يمثلون عقبة أمام الإصلاح في اليمن ،وأي إضعاف لهم سيساهم في الحد من الإرهاب ( القاعدة ) . وتجاهلت ، الطبيعة العنيفة والشمولية للحركة وصبغتها المذهبية التي تستقطب العداء لها من جزء كبير من المواطنين اليمنيين ، واعتبرتها ، كما يبدو ، عاملاً مفيداً في عملية الإصلاح والتغيير . ومن المرجح أن بن عمر ساهم في تكوين هذه الصورة للحوثيين لدى المجتمع الدولي ، وهو يقوم الآن بدور هام في إضعاف علي عبد الله صالح والسعي لإبعاده نهائياً من العملية السياسية . وليس من الواضح إن كان ذلك لإبعاده من على رأس المؤتمر الشعبي العام لصالح هادي، أم لصالح رؤية خاصة به للدور الحوثي المقبل في البلاد .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store